الإنجاد في أبواب الجهاد وتفصيل فرائضه وسننه وذكر جمل من آدابه ولواحق أحكامه
محقق
(مشهور بن حسن آل سلمان ومحمد بن زكريا أبو غازي) (ضبط نصه وعلق عليه ووثق نصوصه وخرج أحاديثه وآثاره)
الناشر
دار الإمام مالك
مكان النشر
مؤسسة الريان
تصانيف
الفقه
وجعل أبا عبيدة على البياذِقَةِ. وفي بعض طرقه (١): على الحُسَّر (٢) ...» الحديث.
قال بعض رواته (٣) -في غير كتاب مسلم-: البياذقة (٤): هم الحُسَّر، وهم الذين ليس عليهم سلاح.
البخاري (٥)، عن البراء بن عازبٍ، قال: «جعل النبي ﷺ على الرَّجَّالة يوم أحدٍ -وكانوا خمسين رجلًا- عبد الله بن جُبير، فقال: «إن رأيتمونا تَخْطَفُنا الطيرُ،
_________
(١) كما عند مسلم (١٧٨٠) (٨٤)، وأحمد (٢/٥٣٨)، وأبي عوانة (٤/٢٣٠)، والطيالسي (٢٥٦٤- ط. تركي)، وابن حبان (٤٧٦٠)، والبيهقي (٩/١١٧)، وفي «الدلائل» (٥/٥٥) .
(٢) بضم الحاء وتشديد السين المهملتين، أي: الذين لا دروع عليهم، قاله النووي في «شرح صحيح مسلم» (١٢/١٧٧- ط. قرطبة) .
(٣) هو عفان بن مسلم، وصرَّح بذلك ابن المنذر في «الأوسط» (١٢/٣٦-٣٨ رقم ٦٧٢١) .
(٤) قال القاضي عياض في «المشارق» (١/١٠٨): «كذا هو بباء بواحدة مفتوحة بعدها ياء بائنتين تحتها مخَفَّفة ودال معجمة مكسورة وقاف، كذا ضبطناه عن شيوخنا، وعند بعضهم: «الساقة» أي: آخر الجيش. وقال بعضهم: «على الشارفة»، يعني: الذين يشرفون على مكة، والصواب: الأول، والبياذقة الرجالة، وهم أيضًا أصحاب ركائب الملك والمتصرفون له، والذي في السير: أن أبا عبيدة جاء بالصف من المسلمين ينصب لمكة بين يدي رسول الله ﷺ، فهذا يردّ رواية من روى: «الساقة»، وفي الأم -أيضًا- في الحديث الآخر: «وأبو عبيدة على الحُسَّر»» .
وقال النووي في «شرح صحيح مسلم» (١٢/١٨٤): «البياذقة: بباء موحدة ثم مثناة تحت وبذال معجمة وقاف، وهم الرجالة، قالوا: وهو فارسي معرب وأصله بالفارسية أصحاب ركاب الملك ومن يتصرف في أموره، قيل: سموا بذلك لخفتهم وسرعة حركتهم، هكذا الرواية في هذا الحرف هنا وفي غير مسلم -أيضًا-، قال القاضي: هكذا روايتنا فيه، قال: ووقع في بعض الروايات (الساقة) وهم الذين يكونون آخر العسكر، وقد يجمع بينه وبين البياذقة بأنهم رجالة وساقة، ورواه بعضهم (الشارفة) وفسروه بالذين يشرفون على مكة، قال القاضي: وهذا ليس بشيء لأنهم أخذوا في بطن الوادي، والبياذقة هنا هم الحسر في الرواية السابقة، وهم رجالة لا دروع عليهم» . وانظر: «غريب الحديث» لابن الجوزي (١/ ٩٦)، «النهاية» (١/١٧١) .
قلت: ورواية (الساقة) عند الدارقطني في «سننه» (٣/٦٠) .
(٥) في كتاب الجهاد والسير (باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وعقوبة من عصى إمامه) (رقم ٣٠٣٩) .
1 / 156