إخبار العلماء بأخبار الحكماء

ابن القفطي ت. 646 هجري
92

إخبار العلماء بأخبار الحكماء

محقق

إبراهيم شمس الدين

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٦ هـ

سنة النشر

٢٠٠٥ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

رسالة فِي اعتقاد الصابئين. رسالة فِي الطهارة والنجاسة. رسالة فِي السبب الَّذِي لأجله ألغز الناس فِي كلامهم. رسالة فيما يصلح من الحيوان للضحايا وَمَا لا يصلح. رسالة فِي أوقات العبادات. رسالة فِي ترتيب القراءة فِي الصلاة وصلوات الابتهال إِلَى الله ﷿. وَكَانَ عندنا لَهُ كتاب سرياني لَمْ يخرج إِلَى العربي فِيهِ. كتابه فِي الموسيقى يشتمل عَلَى نحو خمسمائة ورقة والذي لَهُ فِي الموسيقى من الكتب والرسائل كثير وكذلك مَا لَهُ من المسائل الهندسية. وحكى أبو الحسن بن سنان قال يحكي أحد أجدادي عن جدنا ثابت بن قرة أنه اجتاز يومًا ماضيًا إِلَى دار الخليفة فسمع صياحًا وعويلًا فقال مات القصاب الَّذِي كَانَ فِيهِ هَذَا الدكان فقالوا لَهُ أي والله يَا سيدنا البارحة فجأة فقال مَا مات خذوا بِنَا إِلَيْهِ فعدل الناس معه وحملوه إِلَى دار القصاب فتقدم إِلَى النساء بالإمساك عن اللطم والصياح وأمرهن بأن يعملن مزورة وأومأ إِلَى بعض غلمانه بأن يضرب القصاب عَلَى كعبه بالعصا وجعل يده فِي مجسه وَمَا زال ذَلِكَ يضرب كعبه إِلَى أن قال حسبك واستدعى قدحًا وأخرج من ششكة فِي كمه دواء فذاقه فِي القدح بقليل من ماء وفتح فم القصاب وسقاه إياه فأساغه ووقعت الصيحة والزعقة فِي الدار والشارع بأن الطبيب قَدْ أحيا الميت فتقدم ثابت يغلق الباب وفتح القصاب عينه وأطعمه مزورة وأجلسه وقعد عنده ساعة فإذا بأصحاب الخليفة قَدْ جاؤوه يدعونه فخرج معهم والدنيا قَد انقلبت والعامة حوله يتعادون إِلَى أن دخل دار الخلافة ولما مثل بَيْنَ يدي الخليفة قال لَهُ يَا ثابت مَا هَذِهِ المسيحية الَّتِي باغتتنا عنك قال يَا مولاي كنت أجتاز عَلَى هَذَا القصاب وألحظه يشرح الكبد ويطرح عَلَيْهَا الملح ويأكلها فكنت أستقذر فعله أولًا ثُمَّ قدرت أن سكتة

1 / 97