118

استنباطات محمد رشيد رضا في تفسيره

تصانيف

المبحث الرابع: الاستنباط بدلالة الالتزام المقصود بدلالة الالتزام: دلالة اللفظ على كل ما يفهم منه غير المسمى سواء كان داخلا فيه أو خارجا (^١). وقد اعتنى الشيخ محمد رشيد رضا ﵀ باستخدام هذه الدلالة في استنباطاته، ومن ذلك: ـ قول الشيخ محمد رشيد رضا ﵀: عند قوله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [سورة النساء: ٨٠]، "الآية تدل على أن الله - تعالى - هو الذي يطاع لذاته؛ لأنه رب الناس وإلههم وملكهم، وهم عبيده المغمورون بنعمه، وأن رسله إنما تجب طاعتهم فيما يبلغونه عنه من حيث إنهم رسله لا لذاتهم، ومثال ذلك الحاكم تجب طاعته في تنفيذ شريعة المملكة وقوانينها، وهو ما يعبرون عنه بالأوامر الرسمية، ولا تجب فيما عدا ذلك" (^٢). ـ وقال ﵀: عند قوله تعالى: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة الأنعام: ٤٥]، "ووضع المظهر الموصوف بالموصول موضع المضمر؛ للإشعار بعلة الإهلاك وسببه وهو الظلم، ولا بد من زهوق الباطل فظهور الحق" (^٣). ـ وقال ﵀: عند قوله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ﴾ [سورة الأعراف: ١٤٨]، "فعلم بهذا أن من شأن الرب الإله الحق أن يكون متكلما، وأن يكلم عباده، ويهديهم سبيل الرشاد باختصاصه من شاء منهم وإعداده لسماع كلامه، وتلقي وحيه، وتبليغ أحكامه" (^٤).

(^١) انظر: الإبهاج في شرح المنهاج (١/ ١٢١)، نهاية السول شرح منهاج الوصول (ص: ٨٥)، البحر المحيط في أصول الفقه (٢/ ٢٦٩). (^٢) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٥/ ٢٢٥). (^٣) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٧/ ٣٤٨). (^٤) تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) (٩/ ١٧٤).

1 / 118