قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٣٤]
قال الخطيب الشربيني ﵀: (الآية تدل على أنّ آدم أفضل من الملائكة المأمورين بالسجود له (^١)، وأنّ إبليس كان من الملائكة، وإلا لم يتناوله أمرهم، ولم يصح استثناؤه منهم، ولا يرد على ذلك قوله تعالى: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾ [الكهف: ٥٠] لجواز أن يقال: كان من الجنّ فعلًا ومن الملائكة نوعًا). (^٢)
هذه الآية جمع فيها الخطيب عددًا من الدلالات:
الدلالة الأولى:
كون إبليس من الملائكة.
الدراسة:
استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أن إبليس كان من الملائكة بدليل أن الخطاب كان له مع الملائكة فهو داخل فيهم، ثم استثناه تعالى منهم (^٣)، فلو لم يكن إبليس من الملائكة لم يؤمر بالسجود، ولم يؤاخذ بالعصيان. والأصل أن الاستثناء يكون من جنس المستثنى منه، ولهذا قال: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾ [
(^١) تقدم الكلام عن هذه الدلالة في الاستنباط السابق. (^٢) السراج المنير (١/ ٤٨). (^٣) ينظر: لباب التأويل للخازن (١/ ٣٧)
1 / 159