خالفهم، وأن الإيمان بغير تصديق القلب لا يكون إيمانًا، فلا عجب أن يستدل بها الخطيب لأنها موافقة لمذهبهم كذلك، إلا أن الصحيح في باب الإيمان - كما سيأتي بيانه قريبًا في دلالة أخرى من سورة البقرة - أنه تصديق القلب وإقرار اللسان وعمل الجوارح.
وقد بوَّب البخاري (^١)، ومسلم (^٢) في صحيحيهما أبوابًا كثيرة تثبت أن الإيمان إقرار وتصديق وعمل، وبهذا يظهر صحة دلالة هذه الآية على استنباط الخطيب، والله تعالى أعلم.
(^١) هو: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبدالله، الإمام حبر الإسلام، حافظ زمانه، صاحب (الصحيح) وهو أصح كتب الحديث على الإطلاق، توفي سنة ٢٥٦ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٩١)، وشذرات الذهب (٢/ ٢٧٩). (^٢) هو: مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، أبو الحسين، صاحب الصحيح، أحد الأئمة الحفاظ وأعلام المحدثين توفي سنة ٢٦١ هـ. ينظر: وفيات الأعيان (٥/ ١٩٤)، وسير أعلام النبلاء (١٢/ ٥٥٧)، وشذرات الذهب (٢/ ٢٩٥).
1 / 127