عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين
الناشر
مكتبة زهراء الشرق
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٦ هـ
سنة النشر
٢٠٠٥ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
في المعاطب! وبالمناسبة فثَمً قراءة أخرى بنصب "أكون"، وكلتا القراءتين عربية بليغة، وكل ما في الأمر أن لكل منهما مغزى غير الذي للأخرى.
* * *
٨- أما الاعتراض الثامن فهو قول الآخرِ إن الضمير في كلمة "بِنُورهم" من قوله تعالى عن المنافقين في الآية ١٧ من سورة "البقرة": ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾ كان يجب أن يكون مفردًا فيقال: " ... كمثل الذي استوقد نارًا، فملا أضاءت ما حوله ذهب الله بنوره" (ص ١٠٨)؟ والحق الذي كرّرناه مرارًا هو أن القرآن متى قال شيئًا فهو صواب مليونًا في المائة، إذ كلامه هو القاعدة التي يقاس عليها ولا يصح أن يحاكمه أحد إلى غيره، وإلا قلبنا الأمور بذلك رأسًا على عقب. إن معنى الآية هو: "مَثَلُهم (أي مثل المنافقين مع رسول الله) كَمَثَل الذي استوقد نارًا (لرفاقه)، فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم (أي بنور أولئك الرفاق) ". والسبب في أخذي بهذا التفسير هو أن المنافقين لم يحدث أن استوقدوا نارًا ليَرَوْا على ضوئها الحق والهدى، إذ ليست هذه شيمة المنافقين، بل الذي استوقدها
1 / 39