عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين
الناشر
مكتبة زهراء الشرق
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٦ هـ
سنة النشر
٢٠٠٥ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
وإني كلما تأملت هذا الهجوم الحاقد على الرسول الأعظم لم أجد له سببًا مقنعًا: لا إنسانيًا ولا أخلاقيًا ولا عقيديًا ولا.... ولا.... لقد دعا ﷺ إلى أنقى صور التوحيد، وأكَّد أن رب الإسلام إلهَّ عادل رحيم تسبق رحمتُه غضبَه، ويجازي على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، على حين لا يجزي السيئة إلا بمثلها، وكثيرًا ما يغفرها، إلهَّ لا يكلّف نفسًا إلا وسعها، إلهّ لا يحاسب الأبناء بذنوب الآباء، إلهَّ يأخذ الناس بنياتهم لا بمظاهر أعمالهم، إله أقبر إلى عباده من حبل الوريد، إلهَّ يريد لهؤلاء العباد أن يسعَوْا وراء العلم وأن يستزيدوا منه وأن يفتحوا عيونهم وقلوبهم لتأمل الكون وما فيه من جمال، إلهَّ يحب العمل والإنتاج ويكره الثرثرة والكسل، إله لا يفرق بين البشر على أساس عرقي أو قومي أو قَبَلي بل على أساس من إيمانهم وأعمالهم الصالحة، فالبشر عنده سواسية، إلهَّ مفتّحة أبوابه ليل نهار للتوبة والحصول على الغفران دون وساطة من أحد أيًا كان ودون أية تعقيدات أو إراقة دماء بشرية، إلهَّ يحضّ على العفو والتسامح ما أمكن، وإلا فليأخذ المظلوم حقه ممن ظلمه دون أي تثريب، إلهَّ يُحِلً الطيبات ويحرَم الخبائث ... إلخ مما لو ذهبتُ أستقصيه ما انتهيت.
كذلك كان رسولنا الكريم هو الصورة المثلى للإنسانية صبرًا
1 / 6