130

عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين

الناشر

مكتبة زهراء الشرق

الإصدار

الأولى ١٤٢٦ هـ

سنة النشر

٢٠٠٥ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

وبغباءٍ منقطع النظير سببه الجهل والحقد والعناد يزعم العبد الفاضي أن في كلام القرآن عن نهاية فرعون تناقصًا، إذ يقول سبحانه في سورة "القصص"/٤٠: ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ﴾، بينما يقول في سورة "يونس"/٩١ - ٩٢ مخاطبًا فرعون عندما أدركه الغرق فصاح معلنًا إيمانه: ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾، فيظن الجهول إنه ﷿ قج نجَّي فرعون من الموت! متى قال القرآن ذلك؟ وأين؟ واضح إنه قد فهم من قوله ﷻ: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ﴾ أن فرعون لم يمت. فهل هذا هو ما تقوله العبارة؟ إن معنى الكلام في الآية أن الله وعد بأن يطرح البحرُ جثته على الشاطئ فلا تأكلها الحيتان والأسماك في قاعه حتى يكون عبرة لمن وراءه، أما لو كان المقصود هو أن الله سينقذه من الغرق إلى مصر كأن شيئًا لم يكن فإنه لن يكون عبرة لغيره بل فتنة، إذ ها هو ذا يعود، بعد كل كفره وضلاله وبغيه وتألهه، إلى سلطانه وهيلمانه كرة أخرى!
وهذا هو الذي يقوله العهد العتيق أيضًا، بيد أن الجهل والحقد والعناد هو الذي صرف عَيْنَىِ الأبعد عنه فلم يقرأ ما جاء فيه من لَفْظ

1 / 136