128

عصمة القرآن الكريم وجهالات المبشرين

الناشر

مكتبة زهراء الشرق

الإصدار

الأولى ١٤٢٦ هـ

سنة النشر

٢٠٠٥ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

التي اقتضت اختياره رسولًا إلى بني إسرائيل، وهذا هو الذي يتلاءم مع أخلاق النبيين.
وعلى خلاف القرآن الكريم، الذي يجعل من هارون نبيًا مع موسى ووزيرًا وعضّدًا له ورِدْءًا يصدّقه، نرى مؤلف سفر "الخروج" يجعل منه "نبيًا لموسى" لا "نبيًا معه"، ويجعل من موسى "إلهًا لفرعون"، ولا أظن أن هناك من يخالف في أن ما ذكره العهد العتيق هو السخف بل الكفر، والعياذ بالله!
ويزعم سفر "الخروج" أن الله كان يكلم موسى "وجهًاَ لوجه كما يكلم المرء صاحبه"، وهو ما يتعارض مع ما جاء في القرآن الكريم من إنه ﵇ حين طلب من ربه أن يمكّنه من النظر إليه ردّ سبحانه قائلًا: ﴿لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ . وهذا هو الذي يقبله المنطق، إذ كيف تستطيع حواسّنا الكليلة المحدودة أن ترى الله الرهيب الذي لاتحدّه حدود؟

1 / 134