زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه
محقق
-
الناشر
مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
عاشرًا- أمره سبحانه بامتحان المؤمنات المهاجرات:.
وذلك في قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ﴾ ١الآية.
استدل بهذه الآية على زيادة الإيمان ونقصانه أبو عبيد في كتابه الإيمان، فقال: ومما يبين لك تفاضله في القلب قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ .
ألست ترى أن ها هنا منزلًا دون منزل ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ﴾ ٢.
حادي عشر- إثباته سبحانه في القرآن إسلامًا بلا إيمان:
وذلك في قوله: ﴿قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ ٣.
فهؤلاء الأعراب مسلمون، إلا أنهم لم يصلوا إلى درجة ما ادعوه وهو الإيمان، فلهذا نفاه الله عنهم وأثبت لهم الإسلام وحده.
قال شيخ الإسلام:"لم يأتوا بالإيمان الواجب، فنفى عنهم لذلك وإن كانوا مسلمين، معهم من الإيمان ما يثابون عليه"٤.
وقال ابن رجب:"وأما إذا نفي الإيمان عن أحد وأثبت له الإسلام
١ سورة الممتحنة، الآية: ١٠. ٢ الإيمان لأبي عبيد (ص ٦٥) . ٣ سورة الحجرات، الآية: ١٤. ٤ الإيمان (ص ٢٣٠) .
1 / 63