زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه
محقق
-
الناشر
مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ* وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾ ١، وهذه الزيادة ليس مجرد التصديق بأن الله أنزلها بل زادتهم إيمانًا بحسب مقتضاها، فإن كانت أمرًا بالجهاد أو غيره ازدادوا رغبة، وإن كانت نهيا عن شيء انتهوا عنه فكرهوه، ولهذا قال: ﴿وهم يستبشرون﴾ والاستبشار غير مجرد التصديق ... وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ﴾ ٢، وهذه نزلت لما رجع النبي ﷺ وأصحابه من الحديبية فجعل السكينة موجبة لزيادة الإيمان، والسكينة طمأنينة في القلب غير علم القلب وتصديقه.."٣.
وقال ابن سعدى عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً﴾ ٤، وفي هذا دليل على زيادة الإيمان ونقصه كما قاله السلف الصالح ويدل عليه قوله تعالى: ﴿وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا﴾ ٥، ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾ ٦، ويدل عليه أيضًا الواقع فإن الإيمان قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، والمؤمنون متفاوتون في هذه الأمور أعظم تفاوت"٧.
وقال الألوسي عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾،"وهذا
١ سورة التوبة، الآيتان: ١٢٥- ١٢٦. ٢ سورة الفتح، الآية: ٤. ٣ الإيمان (ص ٢١٥، ٢١٦) . ٤ سورة مريم، الآية: ٧٦. ٥ سورة المدثر، الآية: ٣١. ٦ سورة الأنفال، الآية: ٢. ٧ تفسير ابن سعدي (٥/ ٣٣) .
1 / 42