زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه
محقق
-
الناشر
مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
اختيار ابن المبارك للفظة"يتفاضل"فقد قال ابن هاني في مسائله:"سمعت أبا عبد الله سأل ابن أبي رزمة ما كان أبوك يقول عن عبد الله بن المبارك في الإيمان؟ قال: كان يقول: الإيمان يتفاضل.
قال أبو عبد الله:"يا عجباه، إن قال لكم بزيد وينقص رجمتموه، وإن قال يتفاضل تركتموه، وهل شيء يتفاضل إلا وفيه الزيادة والنقصان"١.
وعلى كل فابن المبارك عدل عن ذلك، وصار يصرح بزيادة الإيمان لكونها منصوصًا عليها في القرآن، قال ﵀:"م أجد بدًا من الإقرار بزيادة الإيمان إزاء كتاب الله".
ذكر ذلك لما قال له المستملي: يا أبا عبد الرحمن: إن ها هنا قومًا يقولون: الإيمان لا يزيد، فسكت عبد الله، حتى سأله ثلاثًا. فأجابه، فقال: لا تعجبني هذه الكلمة منكم أن ها هنا قومًا، ينبغي أن يكون أمركم جمعًا، ثم ساق ابن المبارك بسنده قول عمر بن الخطاب:"لو وزن إيمان أبي بكر الصديق بإيمان أهل الأرض لرجحهم"ثم قال: بلى إن الإيمان يزيد، بلى إن الإيمان يزيد ثلاثًا، وقال:"لم أجد بدًا من الإقرار بزيادة الإيمان إزاء كتاب الله"٢.
وقال له شيبان بن فروخ: ما تقول فيمن يزنى ويشرب الخمر ونحو هذا أمؤمن هو؟ قال ابن المبارك: لا أخرجه من الإيمان. فقال شيبان: على كبر السن صرت مرجئًا؟ فقال له ابن البارك: يا أبا عبد الله إن المرجئة لا تقبلني أنا أقول الإيمان يزيد والمرجئة لا تقول ذلك، والمرجئة تقول: حسناتنا متقبلة وأنا لا أعلم تقبلت مني حسنة٣.
١ مسائل الإمام أحمد لابن هاني (٢/١٢٧) . ٢ رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (٣/ ٦٧١) . ٣ رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (٣/ ٦٧٠) .
1 / 124