زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

١٦- وكتب حماد بن زيد١ إلى جرير بن عبد الحميد:"بلغني أنك تقول في الإيمان بالزيادة، وأهل الكوفة يقولون بغير ذلك، أثبت على ذلك ثبتك الله"٢. ١٧- وثبت عن الإمام مالك ﵀ القول بزيادة الإيمان ونقصانه من طرق متعددة يأتي ذكرها في مبحث مستقل. ١٨- وقال عبد الله بن المبارك ٣:"الإيمان قول وعمل، والإيمان يتفاضل"٤. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وبعضهم أي: السلف عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إلى لفظ التفاضل. فقال أقول: الإيمان يتفاضل ويتفاوت، ويروى هذا عن ابن المبارك، وكان مقصوده الإعراض عن لفظ وقع فيه النزاع إلى معنى لا ريب في ثبوته"٥.

١ هو العلامة الحافظ الثبت أبو إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي، مولى آل جرير بن حازم البصري، توفي سنة تسع وسبعين ومائة انظر ترجمته في السير للذهبي (٧/٤٥٦) . ٢ رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١/١٧٧)، ومن طريقه اللالكائي في شرح الاعتقاد (٥/ ٩٦١ ح ١٧٤٦) بإسناد حسن. ٣ هو الإمام شيخ الإسلام عالم زمانه، وأمير الأتقياء في وقته أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح، عولاهم التركي ثم المروزي، توفي سنة إحدى وثمانين ومائة ﵀ انظر ترجمته في السير للذهبي (٨/٣٧٨) . ٤ رواه عبد الله في السنة (١/٣١٦ ح ٦٣١)، والخلال في السنة (ق١١٠/ ب، ح١١٦٣)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (٥/ ٩٦١ ح ١٧٤٧) بإسناد صحيح، وسئل الإمام أحمد عن قول ابن المبارك في الإيمان فقال:" كان يقول الإيمان يتفاضل" رواه الخلال في السنة (٢/ ٦٨٢ ح ١٠١٨) بإسناد صحيح. ٥ الفتاوى (٧/ ٥٠٦، ٥٠٧) .