143

إنباه الرواة على أنباه النحاة

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار الفكر العربي - القاهرة

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٢م.

مكان النشر

ومؤسسة الكتب الثقافية - بيروت

والتمييز. والحيّة يقال «١» له: العومج (بالميم)، ومن صيّره العوهج (بالهاء) فهو جاهل ألكن، وهكذا روى الرواة بيت رؤبة. وقيل للحية: عومج لتعمّجه فى انسيابه؛ أى لتلوّيه. ومنه قال الشاعر يشبّه زمام البعير بالحية فى انسيابه «٢»:
تلاعب مثنى حضرمىّ «٣» كأنه ... تعمّج شيطان بذى خروع قفر
وقال فى باب العين والقاف والزاى، قال يعقوب بن السّكّيت: يقال: قوزع الديك، ولا يقال قنزع. قال البشتىّ: معنى قوله قوزع الديك: أنه نفش برائله «٤»، وهى قنازعه».
قال الأزهرىّ: «قلت: غلط فى قوله قوزع؛ أنه يعنى «٥» تنفيشه قنازعه، ولو كان كما قال لجاز فنزع، وهذا حرف لهج به عوامّ أهل العراق وصبيانهم، [يقولون: فنزع الديك؛ إذا فرّ من الديك الذى يقاتله] «٦»، وقد وضع أبو حاتم هذا الحرف فى باب المذال»
المفسد، وقال: صوابه قوزع. وكذلك ابن السّكّيت وضعه فى باب ما يلحن فيه العامة «٨».
وروى أبو حاتم عن الأصمعىّ أنه قال: العامة تقول للديكين إذا اقتتلا فهرب أحدهما: فنزع الديك، وإنما يقال: قوزع الديك إذا غلب، ولا يقال قنزع».
قال الأزهرىّ: «قلت: وظنّ البشتىّ بحدسه وقلة معرفته أنه مأخوذ من القنزعة، فأخطأ فى ظنه، وإنما قوزع «فوعل»، من قزع يقزع؛ إذا خفّ فى عدوه؛ كما يقال قونس، وأصله قنس».

1 / 151