الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع / ويليه أسئلة من خط الشيخ العسقلاني
محقق
أبو عبد الله محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي
الناشر
دار الكتب العلمية-بيروت
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨هـ - ١٩٩٧م
مكان النشر
لبنان
شدَّة الْحبّ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى ﴿شغفها حبا﴾ أَي علق حبه بقلبها حَتَّى غطاف والشغاف حجاب الْقلب وغشاوة وَلَيْسَ الشَّك فِي هَذِه الرِّوَايَة من أبي سعيد وَلَا من الرَّاوِي عَنهُ وَلَا من ابْنه وَإِنَّمَا هُوَ من عبد الْعَزِيز بن أبي مسلمة الْمَاجشون رِوَايَة عَن عبد الرَّحْمَن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صعصعة وَالَّذِي وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صعصعة اختصارا فَإِن نسب عبد الرَّحْمَن إِلَى جده الْأَعْلَى فقد رَوَاهُ مَالك عَن عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور فَقَالَ شعف الْجبَال بالشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة وَلم يشك وَأما معنى اللَّفْظ على الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة فَقَالَ الْخَلِيل شعف الْجبَال بالشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة رؤوسها قَالَ الشَّاعِر
(وكعبا قد جعلناهم فحلوا ... مَحل العصم فِي شعف الْجبَال)
وَكَلَام سَائل أهل اللُّغَة الْغَرِيب مثله أَو نَحوه وَأما سعف بِالسِّين وَالْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ فَذكر صَاحب الْمطَالع أَنَّهَا وَقعت فِي بعض الرِّوَايَات وَعَزاهَا للطرابلسي واستبعدها وَقَالَ السعف جرائد النّخل وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين مِمَّن تكلم على البُخَارِيّ لَا معنى لَهُ هُنَا وَقَالَ الْكرْمَانِي فِي قَوْله أَو سعف الْجبَال الشَّك إِمَّا فِي حَرَكَة الْعين أَو سكونها فَأَما فِي الشين الْمُعْجَمَة أَو الْمُهْملَة وَهِي غُصْن النّخل وفرخه يخرج فِي رَأس الصَّبِي أَي قِطْعَة من رَأس الْجَبَل انْتهى كَلَامه وَقد أَفَادَ تَجْوِيز قِرَاءَة اللَّفْظَة الْمَذْكُورَة بِسُكُون الْعين مَعَ إبْقَاء كَون الشين مُعْجمَة وَلَا إِشْكَال فِي ذَلِك وَأَشَارَ إِلَى أَنَّهَا إِن ثبتَتْ بالسعف بِالسِّين الْمُهْملَة فَهِيَ جمع سعفة وَهِي غُصْن النّخل وفرخه وَتَفْسِير السعفة بِغُصْن النّخل تبع فِيهِ الْجَوْهَرِي وَقَالَ غَيره هِيَ جريد النّخل وَالْحَاصِل أَنَّهَا إِن ثبتَتْ تخرجت بالتأويل إِلَى معنى اللَّفْظَة الأولى والنكتة فِي إِطْلَاقهَا على رَأس الْجَبَل أَن جريد النّخل غَالِبا يكون أَعْلَاهَا فَهَذَا الَّذِي حضر من الْكَلَام على هَذِه الْمَسْأَلَة الأولى
الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة فِي الْكَلَام على الْخَاتم فَالَّذِي صاغه يعلى بن أُميَّة يشبه أَن يكون خَاتم الذَّهَب لِأَن عِنْد مُسلم من طَرِيق قَتَادَة عَن أنس فصاغ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَاتمًا حلقه من فضَّة // صَحِيح //
وَهَذَا بعد طَرحه خَاتم الذَّهَب وَقد أخرج الدَّارَقُطْنِيّ
1 / 112