الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع / ويليه أسئلة من خط الشيخ العسقلاني
محقق
أبو عبد الله محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي
الناشر
دار الكتب العلمية-بيروت
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨هـ - ١٩٩٧م
مكان النشر
لبنان
الْجحْفَة كَمَا تقدم وَهِي مِيقَات الشَّام وَالشَّام أشرف الْبِلَاد الْمَذْكُورَة بعد الْمَدِينَة وَمَكَّة لِأَنَّهَا من الأَرْض المقدسة ويليها فِي الْبعد من مَكَّة يَلَمْلَم وَهِي مِيقَات أهل الْيمن واليمن تلو الشَّام فِي الْأَفْضَلِيَّة على الْعرَاق والمشرق لقَوْله ﷺ فِي الحَدِيث الصَّحِيح (اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي شامنا وَفِي يمننا) قَالُوا وَفِي نجد قَالَ (مِنْهَا يطلع قرن الشَّيْطَان) // صَحِيح // وَفِي الحَدِيث الصَّحِيح أَيْضا (الْإِيمَان يمَان) // مَوْضُوع // إِلَى غير ذَلِك من الْأَحَادِيث وَأقرب الْمَوَاقِيت من مَكَّة قرن بَينهَا وَبَينهَا يَوْم وَاحِد وَهِي مِيقَات أهل نجد وَمن يَأْتِي من الْمشرق وَقد ثَبت فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فِي الْمشرق وَأَن الْفِتْنَة تجئ مِنْهُ وَأما ذَات عرق فَفِي صَحِيح البُخَارِيّ مَا يدل على أَن مسافتها إِلَى مَكَّة مَطِيَّة مَسَافَة قرن لِأَنَّهُ أخرج عَن ابْن عمر قَالَ لما فتح هَذَانِ المصران يَعْنِي الْكُوفَة وَالْبَصْرَة أَتَوا عمر فَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ حد لأهل نجد قرنا وَإنَّهُ حور عَن طريقنا قَالَ انْظُرُوا حذوها فَإِذا هُوَ ذَات عرق // مَوْضُوع //
الحَدِيث فَعرف من هَذَا أَن ذَات عرق تحاذي قرنا وَلَا علينا بعد هَذَا هَل تَوْقِيت ذَات عرق بِنَصّ من النَّبِيَّ ﷺ أَو بِاجْتِهَاد من عمر لِأَن غرضنا هُنَا إِيضَاح أقرب الْمَوَاقِيت وأبعدها وَقد ظهر أَن أبعد الْمَوَاقِيت من مَكَّة ذُو الحليفة وَالَّذين وقتت لَهُم أفضل الْبِلَاد بعد مَكَّة ويليها الْجحْفَة وَهِي الشَّام وَهِي تلِي الْمَدِينَة فِي الْفضل ويليها يَلَمْلَم وَهِي لليمن وَهِي تلِي الشَّام فِي الْفضل وَأقرب الْمَوَاقِيت مُطلقًا قرن وَذَات عرق فِي حذوها وَهِي للعراق والمشرق وَهِي مفصولة بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْيمن فَصحت الْمُنَاسبَة الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا ابْن حزم وَالله ﷾ أعلم بِالصَّوَابِ
مَسْأَلَة كتب إِلَيّ صدر الموقعين شمس الدّين بن مُحَمَّد بن الْخضر بن
1 / 91