الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع ويليه أسئلة من خط الشيخ العسقلاني

ابن حجر العسقلاني ت. 852 هجري
75

الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع ويليه أسئلة من خط الشيخ العسقلاني

محقق

أبو عبد الله محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هجري

مكان النشر

بيروت

حَتَّى سمعُوا كَلَامه توبيخا وحسرة وندامة وَمِنْهُم من خصّه بِبَعْض أَحْوَال الْمَوْتَى كوقت المساءلة لَا فِيمَا بعد المساءلة وَمِنْهُم من أول الحَدِيث وَحمل الْآيَة على ظَاهرهَا وعمومها وَالْمَسْأَلَة مَشْهُورَة جدا وَقد حررتها فِي شرح البُخَارِيّ وَالله أعلم بِالصَّوَابِ الْحَمد لله سُئِلت عَن الْحِكْمَة فِي تفَاوت الْمَوَاقِيت فِي الْمسَافَة إِلَى مَكَّة فأجبت بِأَن الَّذِي وقفت عَلَيْهِ من ذَلِك لأهل الْعلم شَيْئَانِ أَحدهمَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ القَاضِي عِيَاض فِي الْإِكْمَال فِي شرح مُسلم لما تكلم على حَدِيثي ابْن عمر وَابْن عَبَّاس فِي الْمَوَاقِيت قَالَ وَفِي الحَدِيث (رفق النَّبِيَّ ﷺ بأمته حَيْثُ بأمته جعل لَهُم هَذِه الْمَوَاقِيت لِأَن الْمَدِينَة أقرب الْبِلَاد إِلَى مَكَّة فَجعل ميقاتها أبعد الْمَوَاقِيت إِلَى مَكَّة رفق بالآخرين) هَذَا كَلَامه أَو مَعْنَاهُ وَثَانِيهمَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد بن حزم فَإِنَّهُ قَالَ وَإِنَّمَا كَانَ مِيقَات أهل الْمَدِينَة أبعد لِأَنَّهَا أشرف فَيكون ذَلِك أعظم أجرا لأَهْلهَا زِيَادَة فِي فَضلهمْ على غَيرهم هَذَا كَلَامه أَو مَعْنَاهُ فَأَما كَلَام عِيَاض فَهُوَ وَاضح فِي الْمَدِينَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَقِيَّة الْبِلَاد وَلَكِن فِي نِسْبَة بعض الْبِلَاد الْأُخْرَى إِلَى بعض نظر لِأَن أبعد الْمَوَاقِيت بعد الْمَدِينَة من مَكَّة مِيقَات أهل الشَّام وَالشَّام إِلَى مَكَّة أبعد الْبِلَاد الَّتِي جعلت لَهَا الْمَوَاقِيت كاليمن ونجد وَالْعراق مَعَ أَن ميقاتها أبعد فَكَانَ قِيَاس قَوْله أَن يكون أقرب فَلم يسْتَمر مَا أَشَارَ إِلَيْهِ عِيَاض فِي الْمَوَاقِيت كلهَا وَأما كَلَام ابْن حزم فَهُوَ يتألم من هَذَا الِاعْتِرَاض وَذَلِكَ أَنه وَاضح فِي الْمَدِينَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَقِيَّة الْبِلَاد الَّتِي نَص على مواقيتها والمواقيت المنصوصة بعد ذِي الحليفة هِيَ الْجحْفَة وَقرن ويلملم وَذَات عرق على اخْتِلَاف فِيهَا هَل هِيَ منصوصة من النَّبِيَّ ﷺ أَو بِاجْتِهَاد من عمر فأبعد هَذِه الْمَوَاقِيت من مَكَّة بعد ذِي الحليفة

1 / 90