إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

المقريزي ت. 845 هجري
52

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

محقق

محمد عبد الحميد النميسي

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

بيروت

رمده ورمد ﵇ في سنة سبع من مولده فخرج به عبد المطلب إلى راهب فعالجه وأعطاه ما يعالج به وبشّر بنبوته [(١)] . حضانة أم أيمن وموت جده وكفالة عمه وحضنته بعد أمه أم أيمن بركة الحبشية مولاة أبيه، حتى مات عبد المطلب وله ﷺ من العمر ثماني سنين، وقد أوصى به إلى ابنه أبي طالب [(٢)] لأنه كان أخا عبد اللَّه لأمه، فكفله عمه أبو طالب بن عبد المطلب وحاطه أتم حياطة. حليته وخلقه في صغره وكان بنو أبي طالب يصبحون غمصا رمصا [(٣)] ويصبح ﷺ صقيلا دهينا [(٤)]، وكان أبو طالب يقرب إلى الصبيان تصبيحهم أول البكرة فيجلسون وينهبون، ويكف رسول اللَّه ﷺ يده لا ينهب معهم، فلما رأى ذلك أبو طالب عزل له طعامه على حدة. وكان ﷺ يصبح في أكثر أيامه فيأتي زمزم فيشرب منه شربة، فربما عرض عليه الغداء فيقول: لا أريده، أنا شبعان. مخرجه الأول إلى الشام وخرج به إلى الشام في تجارة وهو ﷺ ابن اثنتي عشرة سنة وشهرين وعشرة

[()] والنهاية) «دعوا ابني إنه يؤسس ملكا» . [(١)] ذكر صاحب (تاريخ الخميس) ج ١ ص ٢٣٩ في وقائع السنة السابعة من مولده ﷺ: «ومن وقائع هذه السنة ما روي أنه أصاب رسول اللَّه ﷺ رمد شديد فعولج بمكة فلم يغن عنه، فقيل لعبد المطلب: إن في ناحية عكاظ راهبا يعالج الأعين فركب إليه فناداه وديره مغلق فكان لا يجيبه، فتزلزل به ديره حتى خاف أن يسقط عليه فخرج مبادرا، وقال: يا عبد المطلب، إن هذا الغلام نبي هذه الأمة ولو لم أخرج إليك لخرّ ديري، وارجع به واحفظوه لا يغتاله بعض أهل الكتاب ثم عالج» . [(٢)] في (خ) «المطلب» والصحيح ما أثبتناه. فأبو طالب أخو عبد اللَّه لأبيه وأمه، راجع: (المعارف لابن قتيبة) ص ١١٨. [(٣)] الغمص: ما سال من العين من رمص (المعجم الوسيط ج ٢ ص ٦٦٢) . الرّمص: وسخ أبيض جامد يجتمع في موق العين (المرجع السابق ج ١ ص ٣٢٧) . [(٤)] في ابن سعد «رمصا شعثا»، «دهينا كحيلا» (ج ١ ص ١٢٠) .

1 / 14