280

إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏ - الجزء1

محقق

محمد عبد الحميد النميسي

الناشر

دار الكتب العلمية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

بيروت

وغطفان رهانا عندهم.
دعاء رسول اللَّه ﷺ على الأحزاب وهبوب الريح عليهم
وكان رسول اللَّه ﷺ قد دعا على الأحزاب فقال: اللَّهمّ منزّل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللَّهمّ اهزمهم.
وكان دعاؤه عليهم يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له بين الظهر والعصر يوم الأربعاء، فعرف السرور في وجهه، فلما كان ليلة السبت، بعث اللَّه الريح على الأحزاب حتى ما يكاد أحدهم يهتدي لموضع رحله، ولا يقرّ لهم قدر ولا بناء. وقام رسول اللَّه ﷺ يصلي إلى أن ذهب ثلث الليل. وكذلك فعل ليلة قتل كعب بن الأشرف. وكان ﷺ إذا حزبه الأمر أكثر من الصلاة.
خبر الريح وتفرق الأحزاب ورجوعهم
وبعث حذيفة بن اليمان ﵁ لينظر ما فعل القوم وما يقولون. فدخل عسكرهم في ليلة شديدة البرد فإذا هم مصطلون على نار لهم والريح لا تقر لهم قدرا ولا بناء، وهم يشتورون [(١)] في الرحيل حتى ارتحلوا. وأقام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد في مائتي فارس جريدة [(٢)] . ثم ذهب حذيفة إلى غطفان فوجدهم قد ارتحلوا، فأخبرهم النبي ﷺ بذلك. فلما كان السحر لحق عمرو وخالد بقريش، ولحقت كل قبيلة بمحلتها [(٣)] .
مدة حصار الخندق
فكانت مدة حصار الخندق خمسة عشر يوما، وقيل: عشرين يوما، وقيل:
قريبا من شهر. وأصبح ﷺ بعد رحيل الأحزاب، فأذن للمسلمين في الانصراف، فلحقوا بمنازلهم.
كتاب أبي سفيان إلى رسول اللَّه ﷺ ورد رسول اللَّه ﷺ
وكتب أبو سفيان إلى رسول اللَّه ﷺ كتابا فيه: «باسمك اللَّهمّ. فإنّي أحلف

[(١)] هذه اللفظة عامية، واللغة فيها (يتشاورون) .
[(٢)] جريدة: خيل لا رجّالة فيها (المعجم الوسيط) ج ١ ص ١١٦.
[(٣)] المحلة: منزل القوم.

1 / 242