إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع - الجزء1
محقق
محمد عبد الحميد النميسي
الناشر
دار الكتب العلمية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
مكان النشر
بيروت
تعبئة المسلمين
ثم وافى المشركون سحرا، وعبأ رسول اللَّه ﷺ أصحابه، فقاتلوا يومهم إلى هويّ من الليل: وما يقدر رسول اللَّه ﷺ ولا أحد من المسلمين أن يزولوا من موضعهم.
تخلف المسلمين عن الصلاة يوم الخندق
وما قدر ﷺ على صلاة ظهر ولا عصر ولا مغرب ولا عشاء،
فجعل أصحابه يقولون: يا رسول اللَّه، ما صلينا! فيقول: ولا أنا ما صليت! حتى كشف اللَّه المشركين، ورجع كل من الفريقين إلى منزله.
وأقام أسيد بن حضير في مائتين على شفير الخندق، فكرت خيل للمشركين يطلبون غرة- وعليها خالد بن الوليد- فناوشهم ساعة، فزرق وحشيّ الطفيل بن النعمان [وقيل: الطفيل بن مالك بن النعمان] [(١)] بن خنساء الأنصاري بمزراقه [(٢)] فقتله كما قتل حمزة ﵁ بأحد.
إقامة الصلاة التي شغلوا عنها
فلما صار رسول اللَّه ﷺ إلى موضع قبته أمر بلالا فأذن وأقام للظهر، وأقام بعد لكل صلاة إقامة، فصلى كل صلاة كأحسن ما كان يصليها في وقتها، وذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف، وذلك قوله تعالى: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ* فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْبانًا فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ [(٣)] .
وقال يومئذ رسول اللَّه ﷺ: شغلنا المشركون عن صلاة الوسطى: صلاة
[(١)] قال في (الإستيعاب) ج ٥ ص ٢٣١ ترجمة رقم ١٢٧٥ «الطفيل بن مالك بن النعمان بن خنساء.
وقيل: الطفيل بن النعمان ابن خنساء الأنصاري السلمي، من بني سلمة، شهد العقبة، وشهد بدرا، وأحد، وجرح بأحد ثلاثة عشر جرحا، وعاش حتى شهد الخندق وقتل يوم الخندق شهيدا، قتله وحشي ابن حرب» «وذكر موسى بن عقبة في البدريين: الطفيل بن النعمان بن الخنساء، والطفيل بن مالك بن خنساء، رجلين» .
[(٢)] المزراق: الرمح القصير (المعجم الوسيط) ج ١ ص ٣٩٢.
[(٣)] الآيتان ٢٣٨، ٢٣٩/ البقرة، وفي (خ) «قبل أن تنزل صلاة الخوف فرجالا أو ركبانا ...» .
1 / 237