حرك رأسه إلى الناحية الأخرى ، وأشار إلى نافذة صغيرة وقال لي: هذه هي نافذة زنزانتها، سأذهب لأقنعها بأن تنزل إليك.
وعاد إلي طبيب السجن وحده، رفضت فردوس أن تقابلني.
وكان علي في ذلك اليوم أن أقوم بفحص نفسي لبعض المسجونات الأخريات، ولكني ركبت سيارتي وغادرت السجن.
وفي بيتي عجزت عن عمل أي شيء، كان علي أن أراجع مسودات كتابي الأخير، لكن ذهني كان عاجزا عن التركيز في شيء آخر غير هذه المرأة المسماة «فردوس»، والتي سوف ينفذ فيها حكم الإعدام بعد عشرة أيام.
في الصباح الباكر من اليوم التالي وجدت نفسي في السجن، لم يكن طبيب السجن قد وصل بعد، وطلبت من السجانة أن تسمح لي بمقابلة فردوس، لكن السجانة قالت لي: لا فائدة يا دكتورة؛ إنها لن تقابلك أبدا.
وسألتها: لماذا؟
قالت: إنهم سيشنقونها بعد أيام، فما الذي تريده منك أو من غيرك؟! اتركوها في حالها!
كانت لهجة السجانة غاضبة، ونظرت إلي بعينين حانقتين وكأني أنا التي سأشنقها بعد أيام.
وقلت للسجانة: أنا لست من المسئولين هنا في السجن أو خارج السجن.
قالت بغضب: كلهم يقولون ذلك.
صفحة غير معروفة