16
لأحظى بعد الحساب برؤية ولدي المحبوب في الأمنتي، فأراه إذ ذاك لأول مرة، نعم لأول مرة ... تقبلي يا إيزيس هذه الزهور (تقف) ، تعالي يا يوما (تتأهب للخروج، ولكن تقف بغتة، وتصيح فرحة)
ولكني أسمع صوتا ... نعم ... اذهبي يا يوما وائتيني بإبريق الماء المصفى، لقد أقبل زوجي، ها هو. (تخرج يوما وتعود سريعا، وبيدها إبريق وطشت ومنشفة.)
الواقعة الخامسة (مييريس - يوما - رحيو - ثم باخ)
مييريس :
مرحبا بك في دارك يا مولاي! (تصب يوما الماء على يدي سيدها، وتناوله مييريس المنشفة.)
رحيو :
أنا سعيد برؤياك في منزلك يا مييريس، لعلك قضيت نهارك في صفاء؟
مييريس :
نعم، فقد حضر لدي بعض الأطفال، وأخذوا يلعبون، فسرني ضحكهم ولعبهم، وكان صوت أحدهم يشبه صوت ولدي، فأدنيته مني، وتلمست وجهه بيدي كما كنت أفعل مع ولدي، فشعرت بشعر كشعره، ورأس كرأسه، وجسم حي كجسمه، فاطمأن له قلبي، وجفت عيناي فلم أبك، وكأن صوتا خفيا كان يناديه من أعماق قلبي قائلا: أيها الطفل الصغير، إن سنك سن الذي سلبتنيه المنون، محبة السكون، ولكنه الآن في الأمنتي وبرزخ الأرواح، أسعد منك حالا؛ لأنه في حماية من النوائب التي تترصدك، إنه أسعد منك حالا؛ لأنه متمتع بالحياة في نور شمس من ذهب، وحوله جنات من زهور تجري فيها الأنهار المعطرة، وأنا إذا حانت ساعتي، وتلقفتني المنون محبة السكون، فيومئذ أراه، نعم أراه لأول مرة، فأداعبه كما أداعبك، وألاعبه كما ألاعبك، ويومئذ لا تفرق بيننا المنون، اذهب يا ولدي والعب، إن السعادة ليست من متاع هذا العالم الفاني. (يدخل باخ باحثا عن قصعته.)
صفحة غير معروفة