401

جعفر لا يسميان عبد الرحمن (يعني أبا مسلم إلا عما) . فلما قدم الكتاب إلى أبي مسلم، كتب إلى أبي العباس: إن كان رابك منه ريب فاضرب عنقه. فلما أتاه الكتاب قال له وزراؤه: إنك لا تأمن من أن يكون ذلك غدرا من أبي مسلم، وأن يكون إنما يريد أن يجد السبيل إلى ما تتخوف منه، ولكن اكتب إليه أن يبعث إليك برجل من قواده يضرب عنقه. فكتب إليه بذلك، وذكر في كتابه: إني لا أقدم ولا أؤخر إلا برأيك. فبعث إليه برجل يقال له مرار الضبي[ (1) ]. فلما قدم على أبي العباس أمر ذلك الضبي أن يقعد له في الظلمة، في داخل الإمارة بالكوفة، فإذا خرج ضربه بالسيف برأسه، فقتله، ثم أمر بصلبه، فلما أصبح الناس إذا هم بأبي سلمة مصلوبا على دار الإمارة.

قتل رجال بني أمية بالشام

قال: وذكروا أن أبا العباس ولى عمه عبد الله بن علي، الذي يقال له السفاح[ (2) ]: الشام، وأمره أن يسكن فلسطين، وأن يجد السير نحوها، وهنأه بما [ () ]اليعقوبي 2/352) .

وأشار في الأخبار الطوال إلى أنه بمجرد بلوغه خبر أن أبا العباس أسند أموره إلى أبي سلمة أرسل مروان الضبي فقتله ص 370.

[ (1) ]في الأخبار الطوال: «مروان» ابن الأثير والطبري: مرار بن أنس الضبي. وفي تاريخ اليعقوبي:

مراد بن أنس الضبي.

[ (2) ]ثمة أقوال فيمن لقب «بالسفاح» عبد الله بن علي أم أخوه أبو العباس الخليفة الأول.

ناقش الأستاذ نيكلسون في كتابه (

IetoN

253.

p) malsIfognihcaerPehT

. لفظ السفاح فقال:

لقد ذهب بعض المؤرخين إلى القول بأن السفاح معناه الرجل الكثير العطايا أو المناح.

ومع كل فإنه مما يهمنا ملاحظته أن هذا الاسم قد أطلق على بعض شيوخ القبائل في الجاهلية. ويقال إن سلمة بن خالد الذي قاد بني تغلب في معركة يوم الكلاب الأول سمي السفاح، لأنه أفرغ مزاد جيشه قبل الوقعة.

وفي اللسان: «رجل سفاح للدماء: سفاك. ورجل سفاح: معطاء، من ذلك، وهو أيضا الفصيح... والسفاح لقب عبد الله بن محمد أول خليفة من بني العباس» .

والذين أيدوا أن الخليفة أبي العباس هو من لقب استندوا إلى أول خطبة له والذي يقول فيها: «أنا السفاح المبيح والثائر المبير» .

أما الذين اعتمدوا لقب السفاح إلى عبد الله بن علي فاستندوا إلى:

-غلظته وانتقامه من بني أمية، ويظهر من سيرته الجور.

-أن المؤرخين المتقدمين أمثال الطبري وخليفة واليعقوبي والدينوري لم يأتوا على تلقيبه بالسفاح، إنما جاء اللقب من المؤرخين المتأخرين.

صفحة ١٦٦