الامم يقرأها الحاضر والبادي ، والعالم والجاهل .
وليس اليوم غير الامامية ، والزيدية ، والاسماعيلية ، فرقة ظاهرة تعرف اللهم سوى بعض الفرق الغالية التي تنتمي إلى التشيع.
ولما كان كلامنا عن الفرق التي كانت في عهد الصادق عليه السلام أهملنا عن بعض الفرق التي حدثت بعد الصادق عليه السلام أمثال الفطحية والناووسية والواقفية.
4 الخوارج :
ظهرت هذه الفرقة يوم صفين بخدعة ابن العاص ، حين أشار على معاوية وقد عجز عن المناهضة برفع المصاحف ، والدعوة لتحكيمها ، فلما رفعوها مرقت طائفة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقالوا هؤلاء يدعوننا إلى كتاب الله وأنت تدعوننا إلى السيف ، فعذلهم عن ذلك ، وحاول رجوعهم عن الاغترار بهذه الخدعة ، وقال لهم ويحكم أنا أعلم بكتاب الله ، فلم ينفع معهم عذل وردع ، ولا إقامة حجة وبرهان ، بل قالوا لترجعن مالكا عن قتال المسلمين ، أو لنفعلن بك كما فعلنا بعثمان ، فاضطر إلى ارجاع مالك بعد أن هزم الجمع وولوا الدبر ، فحملوه على التحكيم ، فأراد أن يبعث عبد الله بن عباس فأبوا إلا أن يبعث أبا موسى الأشعري ، فلما كان التحكيم قالت الخوارج : لم حكمت في دين الله الرجال؟ لا حكم إلا لله ، فمن هنا سموا ( المحكمة ) وبعد أن رجع أمير المؤمنين من صفين وهم مصرون على المروق والعصيان اجتمعوا بحروراء قرب الكوفة فسموا ( الحرورية ).
وكان آخر أمرهم أن قتل أمير المؤمنين بالنهروان من أصر منهم على المروق ، بعد أن أقام عليهم الحجج ، وقطع المعاذير ، وبعد أن عاثوا في الأرض فسادا ،
صفحة ٥٨