الأرض ويقوم بأمر الناس ، وأنه هو القائم ، لأن أباه أشار إليه بالامامة بعده ، فلما ظهر موته علمنا أنه قد صدق ، وأنه القائم لم يمت.
وبين من قال بموته وأن الامامة انتقلت الى ابنه محمد ، لأن الامامة لا تكون إلا في الأعقاب ، ولا تكون في الاخوة إلا في الحسن والحسين عليهما السلام فلما مات إسماعيل وجب أن يكون الامام بعد جعفر عليه السلام محمد بن إسماعيل ، ولا يجوز أن يكون أحد من اخوة إسماعيل هو الامام ، كما لم يكن لمحمد بن الحنفية حق مع علي بن الحسين عليهما السلام ، وأصحاب هذا القول يسمون « المباركة » برئيس لهم يسمى المبارك.
وأما ( الخطابية ) أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع فقد دخلوا في الفرقة التي قالت بإمامة محمد بن إسماعيل بعد قتل أبي الخطاب ، وهم من الأصناف الغالية ، وتشعبوا على فرق والقرامطة منهم (1).
وكان أبو الخطاب من أصحاب الصادق عليه السلام ، ولما بلغ الصادق أنه يكذب عليه طرده وتبرأ منه ولعنه.
ثم أنه ادعى النبوة واولوهية جعفر بن محمد عليهما السلام ، وأنه مرسل من قبله ، وظهرت منه ومن جماعته بدع وأهواء وإباحات ، ولما بلغ عيسى بن موسى عامل المنصور على الكوفة ما عليه أبو الخطاب وجماعته وكانوا سبعين رجلا مجتمعين في مسجد الكوفة حاربهم فقتلهم جميعا ، فلم يفلت منهم إلا رجل واحد أصابته جراحات فعد في القتلى فتخلص ، وحمل أبو الخطاب أسيرا فقتله عيسى ابن موسى على شاطئ الفرات ، وصلبه مع جماعة منهم ثم أمر بإحراقهم فأحرقوا ، وبعث برءوسهم إلى المنصور فصلبها على باب مدينة بغداد ثلاثة أيام ، ثم
صفحة ٥٣