126

والمعلى بن خنيس ، وزيد بن طلحة ، وعمر بن يزيد ، ويزيد بن عمرو ، وعبد الله بن طلحة النهدي ، ويونس بن ظبيان ، الى غير هؤلاء.

وقد أعطى الصادق عليه السلام صفوان الجمال دراهم لتجديد بنائه وكان قد جرفه السيل ، فمن هذا تعرف أن القبر كان ظاهرا وإنما كانوا يتكتمون في زيارته والاشارة إليه ليبقى مخفيا على الخوارج وبني مروان ، ومن هاهنا يسأله أبو العلاء عن القبر الذي عندهم بالظهر أهو قبر أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فلو لم يكن عندهم قبر ظاهر لما كان وجه لسؤاله ، ويسأله صفوان حين خر على القبر ، قائلا : يا ابن رسول الله ما هذا القبر؟

وفي عهد الصادق عليه السلام عرف الناس القبر ودلوه من تلك الزيارات وصاروا لا يسألونه عنه وإنما يسألون عن الآداب في زيارته ، كما سأله محمد بن مسلم وصفوان ويونس بن ظبيان وغيرهم.

ومن آثار الصادق عليه السلام في العراق من تلك الجيئات محرابه في مسجد الكوفة ، ويقع شرقي المسجد قريبا من سوره ، بالقرب من قبر مسلم عليه السلام وهو بين معروف في المسجد ليس في جواره محراب سواه وله صلاة ودعاء ومحرابه في مسجد سهيل ( السهلة ) ويقع في وسط المسجد وله صلاة ودعاء والسبب في ذلك معروف ، وهو أن الصادق عليه السلام كان في الكوفة ودخل عليه بشار المكاري (1) فأعلم الصادق أن جلوازا (2) يضرب رأس امرأة يسوقها الى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها : المستغاث بالله ورسوله ، ولا يغيثها أحد ، وقال : ولم فعل بها ذلك؟ قال : سمعت الناس يقولون : إنها عثرت فقالت : لعن الله ظالميك يا فاطمة ، فارتكب منها ما ارتكب ، فقطع الصادق الأكل ،

صفحة ١٢٩