إمام المسجد مقوماته العلمية والخلقية
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
وقال الإمام البخاري- ﵀ قال ابن عباس- ﵄: إنه لا يجب المعتدين في الدعاء وغيره (١) ورفع الصوت بالدعاء ينافي الخشوع وقد يخالطه شيء من الرياء.
وقد أرشد الرسول الكريم ﷺ بمثل ما أرشد إليه القرآن، فعن أبي موسى الأشعري- ﵁ قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي ﷺ: «أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم» (٢) .
قال النووي- ﵀ ففيه الندب إلى خفض الصوت بالذكر إذا لم تدع حاجة إلى رفعه فإنه إذا خفضه كان أبلغ في توقيره وتعظيمه (٣) وقال الحسن- ﵀: " ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يسمع لهم صوت وإن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: ٥٥]
_________
(١) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب رقم ٧.
(٢) انظر صحيح مسلم، كتاب الذكر، باب استحباب خفض الصوت بالذكر (٢٧٠٤) .
(٣) انظر صحيح مسلم بشرح النووي ج١٧ ص٢٦ ط دار الفكر.
1 / 22