وروي عن عثمان البتي(1) - رضي الله عنه - أنه كتب(2) إلى أبي حنيفة - رضي الله عنه - وقال: أنتم مرجئة. فأجابه: بأن المرجئة على ضربين: مرجئة ملعونة، وأنا بريء منهم. ومرجئة مرحومة، وأنا منهم. وكتب فيه بأن الأنبياء كانوا كذلك، ألا ترى إلى قول عيسى قال - عليه السلام -: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}(3). انتهى.
وقال ابن حجر المكي، في (الفصل السابع والثلاثين) من كتابه ((الخيرات الحسان في مناقب النعمان)): قد عد جماعة الإمام أبا حنيفة من المرجئة، وليس الكلام على حقيقته.
أما أولا: فقال شارح ((المواقف)): كان غسان المرجئ ينقل الإرجاء عن أبي حنيفة ويعده من المرجئة. وهو افتراء عليه، قصد به غسان ترويج مذهبه بنسبته إلى هذا الإمام الجليل.
صفحة ١٢٠