وله سبب آخر، وهو أنه كان يخالف القدرية والمعتزلة الذين ظهروا في الصدر الأول. والمعتزلة كانوا يلقبون كل من خالفهم في القدر مرجئا(2) . وكذلك الوعيدية من الخوارج، فلا يبعد أن اللقب إنما لزمه من فريقي المعتزلة والخوارج. انتهى(1).
وفي ((الطريقة المحمدية))(2): أما المرجئة: فإن ضربا منهم يقولون: نرجيء أمر المؤمنين والكافرين إلى الله، فيقولون: الأمر فيهم موكول إلى الله، يغفر لمن يشاء من المؤمنين والكافرين، ويعذب من يشاء، فهؤلاء ضرب من المرجئة، وهم كفار. وكذلك الضرب الآخر منهم، الذين يقولون: حسناتنا متقبلة قطعا، وسيئاتنا مغفورة، والأعمال ليست بفرائض، ولا يقرون بفرائض الصلاة والزكاة والصيام وسائر الفرائض، ويقولون: هذه كلها فضائل، فهؤلاء أيضا كفار.
وأما المرجئة: الذين يقولون: لا نتولى المؤمنين المذنبين، ولا نتبرأ منهم، فهؤلاء المبتدعة، ولا تخرجهم بدعتهم من الإيمان إلى الكفر.
وأما المرجئة: الذين يقولون: نرجئ أمر المؤمنين ولو فساقا إلى الله، فلا ننزلهم جنة ولا نارا، ولا نتبرأ منهم ، ونتولاهم في الدين، فهم على السنة، فالزم قولهم وخذ به. انتهى(3).
صفحة ١١٨