الأزهري.... وخلق آخرون كثير.
قلت: ومن جِلَّة شيوخه الدَّارَقُطْنِيّ، وقد أخذ عنه كثيرًا، ووجَّه له أسئلة دونّها مع أجوبة الدَّارَقُطْنِيّ، وهي الآن موجودة تشتمل على عِلْم في الرجال غزير.
تلاميذه:
حدّث عنه الخطيب البغدادي وطبقته من أهل بغداد وغيرهم.
أقوال الأئمة فيه:
قال الخطيب البغدادي: ""وكان ثقة ورعًا، متقنا متثبتًا فَهْمًا، لم ير في شيوخنا أثبتَ منه، حافظًا للقرآن، عارفًا بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث، حَسَنَ الفهم له، والبصيرة فيه، وصنّف مسندًا ضمَّنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم، وجمع حديث سفيان الثوري وشعبة، وأيوب، وعبيد الله بن عمرو، وعبد الملك بن عُمير، وبيّان بن بِشْر، ومطر الورّاق، وغيرهم من الشيوخ، ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته، ومات وهو يجمع حديث مِسْعَر.
وكان حريصًا على العلم، منصرف الهِمَّة إليه، وسمعته يومًا يقول لرجل من الفقهاء -معروف بالصلاح- وقد حضر عنده: ادع الله أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإن حُبَّه قد غلب عليَّ فليس لِيَ اهتمام بالليل والنهار إلا به، أو نحو هذا من القول، وكنت كثيرا أذاكره بالأحاديث فيكتبها عني ويضمّنها جُمُوعَه"""١".
"١" "تاريخ بغداد": ٤/٣٧٤.
1 / 85