المُقرِئ، الفقيه، المحدِّث، الحافظ، النَّاقد، النَّحَويُّ، المتفنِّن، شمسُ الدِّين، أبو عبد اللَّه بنُ العماد أبي العبَّاس.
وُلد في رجب سنةَ أربع وسبع مئة، وقرأ بالرِّوايات، وسَمِعَ الكثير من القاضي أبي الفضل سليمانَ بنِ حمزةَ، وأبي بكر بن عبد الدَّائم، وعيسى المُطَعِّم، والحَجَّار، وزينب بنت الكمال، وخَلْقٍ كثير.
وعُني بالحديث وفنونه، ومعرفة الرِّجال والعلل، وبَرَعَ في ذلك، وتفقَّه في المذهب، وأفتى، وقرأ الأصلَين والعربيَّة، وبرعَ فيها.
ولازم الشَّيخ تقيَّ الدِّينِ بنَ تيميَّةَ مدَّةً، وقرأ عليه قطعة من "الأربعين في أصول الدِّين" للرَّازي، قرأ الفقه على الشيخ مجد الدِّين الحَرَّانيِّ، ولازم أبا الحجَّاج المِزِّيَّ الحافظَ حتَّى برع عليه في الرجال، وأخذ عن الذَّهبيِّ وغيره.
وقد ذكره الذهبيُّ في "طبقات الحفاظ"، قال: ولد سنة خمس -أو ست وسبع مئة- واعتنى بالرجال والعلل، وبرعَ، وجَمَعَ، وتصدَّى للإفادة والاشتغال في القراءة والحديث، والفقه، والأصلَين، والنحو، وله توسُّع في العلوم، وذهن سَيَّال.
وذكره في "معجمه المُختص"، وقال: عُني بفنون الحديث، ومعرفة رجاله، وذهنُه مَلِيح، وله عدّة محفوظات وتآليف، وتعاليق مفيدة، كتب عنِّي واستفدتُ منه، قال: وقد سمعتُ منه حديثًا يوم درسه بـ "الصّدريّة"، ثمَّ قال: أنا المِزِّيُّ إجازة، أنا أبو عبد اللَّه السُّرُوجِيُّ، أنا ابنُ عبد الهادي، فذكر حديثًا، هذا لفظه.
مقدمة / 36