خضراء فصار إسحاق يمر في موكب جليل بشارة الملك حتى لقد أخبرني من رآه وهو راكب فرسه وقد مر في موكبه وبيده اليمنى صليب من ياقوت أحمر قد قبض عليه بكفه ووضعها على وطرفا الصليب بارزان عن يده بروزا كثيرا.
فلما تحضرت دولته وقويت شوكته وسولت له شياطينه أن يأخذ ممالك الإسلام فأوقع بمن تحت يده في ممالك الحبشة من المسلمين وقائع شنيعة طويلة قتل فيها وسبى واسترق عالما ال يحصيه الأ خالقه سبحائه: وزالت دولة المسلمين من هناك - كما يأتى ذكره إن شاء الله تعالى - ثم كتب إلى ملوك الإفرنج يحثهم على ملاقاته إلزالة دولة الإسلام( وواعدهم على ذلك, وأخذ في تمهيد مابينه وبين البلاد الإسلامية واستجلاب العربان إليه فعاجله الله تعالى بنقمته وأهلكه عقب ذلك في ذي القعدة سنة ثالث وثالثين وثماني مائة.
وسلط على أمحرة الملك جمال الدين بن سعد الدين فاوقع هم وقائع وأفني منهم أمما وأسر منهم عوالم مالت أقطار الأرض يمناء وهنداء وحجازا ومصرا وشاما وروما.
وقد أقيم بعد إسحاق المذكور ابنه اندراوس فهلك بعد أربعة أشهر من واليته وأقيم بعده عمه حربناى بن داود بن سيف أرعد فلم تطل
صفحة ٨١