من غزواته أخذ كل واحد من العسكر حجرا فما فضل من الحجارة علموا به عدة من هلك منهم.
فلما ملك الحطى داود بن سيف أرعد سنة اثني عشرة وثمانمائة أقيم بعده ابنه تادرس فهلك سريعا وأقيم بدله أخوه إسحاق بن داود بن سيف أرعد ورأيت من يسميه أبرم ففخم أمره, وذلك أن بعض المماليك الجراكسة ممن كان زركاشا بديار مصر قدم عليه وأقام عنده وعمل له زردخانات عظيمة تشتمل على الأت السالح من السيوف والرماح والزرديات ونحو ذلك وكانوا من قديم إذا الح لهم الحراب يرمون بها.
وقدم عليه من أمراء الدولة بمصر شخص يقال له الطنبغا مفرق ترقى حتى ولى بعض بلاد الصعيد ثم فر إليه وكان يعرف من أبواب اللعب بالأت الحرب ومن أنواع الفروسية أشياء فحظي عند الحطى وعلم عساكره رمى النشاب واللعب والضرب بالسيف وعمل لهم النقط فعرفوا ساعات الحروب.
وقدم عليه أيضا من قبط مصر نصرائي يعقوبى يعرف بفخر الدولة فرتب له المملكة وجبى له الأموال فصار ملكا له سلطان وديوان بعد ما كانت مملكته ومملكة آبائه همجا ال ديوان لها وال ترتيب وال قانون فانضبطت عنده الأمور وتميز زيه عن رعيته بالملابس الفاخرة بعد ما كان داود بن سيف أرعد يخرج عريانا وقد عصب رأسه بعصابة
صفحة ٨٠