علم التخريج ودوره في خدمة السنة النبوية - عبد الغفور البوشلي
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تصانيف
عمره، انتقاه من أكثر من سبعمائة ألف حديث (١) سمعها في رحلاته، فضمّ نحو ثلاثين ألف حديث (٢) يرويها عن مائتين وثلاثة وثمانين شيخًا من شيوخه (٣) .
ومن أهم ثمرات التخريج تمييز الصحيح من السقيم والمقبول من المردود وهذا ما حققه عدد من الأئمة، بل كان هدفهم من تأليفهم الذي جعلوه نصب أعينهم هذا الغرض المهم.
ذكر الحافظ ابن حجر (٤) ما يشير إلى وجود شعور الإمام البخاري بهذه الحاجة وزاده همّةً بقيام هذه المهمة شيخه الإمام إسحاق بن راهويه حيث قال: لماَّ رأى الإمام البخاري –﵀– هذه المصنفات ورُواءها وانتشق رياها واستجلى محياها، وجدها بحسب الوضع جامعة بين ما يدخل التصحيح والتحسين، والكثير منها يشمله التضعيف، فلا يقال لغثه سمين، فحرّك همته لجمع الحديث الصحيح الذي لا يرتاب فيه أمين، وقوَّى عزمَه على ذلك ما سمعه من أستاذه أمير المؤمنين في الحديث والفقه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، فيما أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمرو ثم ساقه بسنده إلي أبي عبد الله البخاري أنّه قال: «كنا عند إسحاق بن راهويه فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله ﷺ قال: فوقع ذلك في قلبي في جمع الجامع الصحيح» .
_________
(١) خصائص المسند ٢١، ٢٥ ومقدمة المحققين للمسند (١/٦٠) .
(٢) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي / ١٩١.
(٣) المصعد الأحمد / ٣٤، ومقدمة المحققين للمسند / ٦٠.
(٤) هَدْي الساري مقدمة فتح الباري /٦.
1 / 33