علم التخريج ودوره في خدمة السنة النبوية - عبد الغفور البوشلي
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تصانيف
ولذلك نجد الذين استخرجوا على الصحيحين أتوا بطرق كثيرة زيادة على ما عندهم، وعلى سبيل المثال نذكر ما ذكره ابن حجر وتبعه تلميذه السخاوي عن الجوزقاني: «أنه استخرج على أحاديث الصحيحين حديثًا حديثًا، فكانت عدته خمسة وعشرين ألف طريق وأربعمائة وثمانين طريقًا» (١) .
وهكذا صرّح مسلم ﵀: أن الأحاديث التي لم يخرجها لم يقل عنها إنها ضعيفة، حيث قال: «إنما أخرجت هذا الكتاب وقلت: هو صحاح، ولم أقل إن ما لم أخرجه من الحديث فيه ضعف» (٢)، وورد عنه قوله: «صنفت هذا الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث» (٣) .
وهكذا صرّح الإمام أبو داود السجستاني كما نقل عنه تلميذه أبو بكر ابن داسة راوي سننه حيث قال: «سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول الله ﷺ خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب، جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصحيح وما يُشْبِهُه ويُقَاربُه ...» (٤) .
وهكذا الإمام النسائي أبو عبد الرحمن – ﵀ – ألَّف كتابه «السنن الكبرى» فذكر محمد بن معاوية الأحمر راوي الكتاب عن النسائي قوله: «كتاب السنن كلّه صحيح وبعضه معلول» إلاّ أنّه لم يبين علته، والمنتخب
_________
(١) النكت للحافظ ابن حجر (١/٢٩٧) والمصدر السابق (١/٤٧) .
(٢) فتح المغيث (١/٤٦) .
(٣) تاريخ بغداد (١٣/١٠١)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (٢/٥٨٩)، ومقدمة البدر المنير لابن الملقن (١/٢٢٨) .
(٤) رواه الخطيب بسنده في تاريخ بغداد (٩/٥٧) في ترجمة أبي داود وكذا ذكره الحازمي في شروط الأئمة الخمسة/ ٧٢ والذهبي في السير (١٣/٢٠٩-٢١٠) في ترجمة أبي داود، وكذا السيوطي في البحر الذي زخر شرح ألفية الأثر (٣/١١٢٩) .
1 / 31