إلقاء الضوء القرآني على كتابة الدكتور علوي حول النبهاني
الناشر
الجامعة الإسلامية
رقم الإصدار
السنة الثامنة،العدد الثالث
سنة النشر
ذو الحجة ١٣٩٥هـ/ ديسمبر ١٩٧٥م
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
من يدعوه من دون الله تعالى ويستغيث به في أمور لا يستطيعها أحد إلا المولى جل وعلا.
ومن هذا القبيل خطابه ﷺ لابنته البتول فاطمة الزهراء أم الحسن والحسين ﵃ أجمعين وعمته صفية بنت عبد المطلب الهاشمية القرشية ﵂، أخرج الإمام البخاري في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: "قام رسول الله ﷺ حين أنزل الله تعالى عليه: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ قال: " يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا.. يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا" ١. ومن هذا القبيل ما أخرجه الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بإسناد صحيح، خطابه ﷺ لعمه العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال العباس ﵁: " يا رسول الله أنا عمك كبرت سني، واقترب أجلي فعلمني شيئا ينفعني الله به"، قال: "يا عباس أنت عمي ولا أغني عنك من الله شيئا ولكن سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة" قالها ثلاثا". الحديث٢. فكان النبي ﷺ معاذ الله - عند الشيخ النبهاني - ومن سار على نهجه - الذي هو متمكن في اللغة العربية ومحب آل البيت في نظركم في عنوان كتابه «شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق» غير صادق في خطابه هذا لجملة من أقاربه ﷺ وهم عمه العباس وعمته صفية وابنته فاطمة رضي الله تعالى عنهم.
وهؤلاء الثلاثة الذين تخلفوا من أكابر الصحابة رضي الله تعالى عنهم في غزوة تبوك عن رسول الله ﷺ وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع ﵃ الذين اعترفوا بتخلفهم من غير عذر عند رسول الله ﷺ فقال لهم ﷺ تلك المقالة المعروفة التي تناقلها ثقاة المحدثين بأسانيدهم الصحيحة عن رسول الله ﷺ: "قوموا حتى يقضي الله
_________
١ أخرجه البخاري في الجامع الصحيح.
٢ الإمام أحمد في المسند ٢٠٦/١.
1 / 104