K
وأوديسة بدون خاتمة، بينما أنهى أريستارخوس قصيدته بالحرف
بعد أن حذف الأنشودة والنصف الأخيرين.
من الأمور الأكثر أهمية أن الإلياذة لم يكن من الضروري أن تتوقف عند مجرد جنازة هكتور؛ إذ نعرف ترجمة استمرت بعد آخر سطر لدينا، «وبذا تناولت دفن هكتور. ثم جاءت الأمازونة ابنة أريس
Ares ، قاتلة الرجال العظمى.» كما روت عن حب أخيل لأميرة الأمازونيات، وعن قتله إياها. ومن المحتمل أيضا أن تكون روت موته، وموت أخيل، كما أحس به جوته
Goethe
هو الخاتمة الحقيقية التي تفتقر إليها إلياذتنا.
استمر هذا النوع من التلاوة الذي تكلمنا عنه، استمر في بلاد الإغريق لزمن طويل. وعندما يريد الشاعر المنشد تكريم بطل ما، أو رجل كريم المحتد، فإنه يحاول أن يغير قليلا في نص الأشعار الأصلية طمعا في زيادة المكافأة، ويقدم مثلا واضحا للأعمال الخارقة التي قام بها ديوميديس
Diomedes ، ويرمي أخيل في الظل ويقلب خطة الإلياذة، ربما حدث هذا الانحراف لأن الشاعر المنشد تصادف أن أنشد أمام شخص عظيم من سلالة ديوميديس نفسه. وفي مقدورنا أن نتصور بسهولة ظاهرة أخرى في التكرار. فمثلا، إذا أشرنا إلى بداية اليوم ووصف الفجر، نجده يقول: «وهكذا استيقظ الفجر من الفراش» و«هكذا صلوا عندئذ.» قام الشاعر المنشد بهذا التكرار المستمر لينتقل من أحد أجزاء القصيدة إلى جزء آخر، في محاولة نقل سطر جيد من مكان إلى مكان آخر.
لغة شعر البطولة
صفحة غير معروفة