81

التجنيس

لم أتوخ التجنيس في شيء من النقل بل ربما نبذته إذا ظهر منه ثقل أو تكلف، فإنه أسمج شيء في الشعر إذا تسقطه الشاعر تسقطا.

قال لي صديق من علية الأدباء، وقد جرى أمامه ذكر البيت القائل:

بالدنا لا تطمعن في مصرفي

عنهما فضلا بما في مصرفي

هذا بيت لشاعر نفاخر به الشعراء، فوالله لو خيرت بين أن أشنق أو ينسب لي هذا البيت لاخترت الشنق، ينبئك هذا بمبلغ الانقباض الذي تحدثه في النفس أمثال هذا التكلف، ومع هذا فقد أثبت ما جاء عفوا في الكلام بلا تلمس مثال ذلك:

بهما النور عن الأرض ارتفع

وغمام التبر بالنور سطع

وحباب القطر في أكنافه

كحبوب الدر للأرض وقع

صفحة غير معروفة