وإيقاب الأم الحنون.
وهيلانة الفتاة الغالب هواها على قواها الشاعرة بسوء المصير.
وإذا نظرت بعد ذلك إلى غير من تقدم ممن كثر ذكره أو قل تهيأت لك النتيجة نفسها.
فاغينور في النشيد الرابع هو نفسه ذلك المحراب في النشيد الحادي والعشرين.
وأنطيلوخ في النشيد الرابع هو نفسه ذلك الشاب العزوم المتسرع في النشيد الثالث والعشرين.
وقل مثل ذلك في ماخاوون وطبه، وهيلينوس وعرافته، وفينكس وصداقته، ومريون وأمانته، وهلم جرا. وقد تأتي على تلاوة اسم ذكر بطريق العرض، فلا ترى له شأنا خاصا، ثم إذا أعيد ذكره بعد مئات أو آلاف من الأبيات رأيته على صفته لم يتغير بشيء عما ذكر به للمرة الأولى، وقد لا يرد ذكره سوى مرتين أو ثلاث. مثال ذلك أذميت وأفرميذون، وأفروطسيلاس، وأفغياس، وأقطور، وأقلونيس، وأكماس، والقميذ وأمفيماخس، وثرسيلوخ، وثواس، وأمثالهم كثيرون.
الأعلام الجغرافية
ثم إذا تناولت البلدان والجبال والوهاد والبحار والأنهار رأيت أنه اتبع تلك الخطة فما ناقض نفسه بكلمة مما وصف به بلدة أو علما جغرافيا، ودونك بعض الأمثلة:
فارسية لاصق ذكرها بنهر سليس، وزعيم جندها أسيس بن هرطاقس في النشيد الثاني، وفي الألف الأولى من أبيات الإلياذة وهي هي ونهرها وزعيمها بعد أربعة آلاف بيت في النشيد الثاني عشر.
وبفراسا هي البلدة الكثيرة الأنعام، وهي موصوفة بذلك في النشيد الحادي عشر في منتصف الكتاب، ويتكرر ذكرها بنفس الوصف في النشيد الثالث والعشرين أي: بعد نحو من خمسة آلاف بيت عربي أو ثمانية آلاف شعر يوناني.
صفحة غير معروفة