عباد الله: اصدقوا فإن الله مع الصادقين،وجانبوا الكذب فإنه مجانب للإيمان،وإن الصادق على شرف منجاة وكرامة،والكاذب على شفا مهواة وهلكة، وقولوا الحق تعرفوا به،واعملوا به تكونوا من أهله، وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها،وصلوا أرحام من قطعكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم، وإذا عاقدتم فأوفوا،وإذا حكمتم فاعدلوا، وإذا ظلمتم فاصبروا،وإذا أسيء إليكم فاعفوا واصفحوا كما تحبون أن يعفى عنكم،ولا تفاخروا بالآباء:{ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان}[الحجرات:11] ولا تمازحوا ولا تغاضبوا ولا تباذخوا {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا}[الحجرات: 12] ولا تحاسدوا فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب،ولا تباغضوا فإنها الحالقة،وافشوا السلام في العالم،وردوا التحية على أهلها بأحسن منها، وارحموا الأرملة واليتيم، وأغيثوا الضعيف والمظلوم، وأدوا الفروض،وجاهدوا أنفسكم في الله حق جهاده، فإنه شديد العقاب،وجاهدوا في سبيل الله،وأقروا الضيف،وأحسنوا الوضوء،وحافظوا على الصلوات الخمس في أوقاتها،فإنها من الله جل وعز: {فمن تطوع خيرا فهو خير له}[البقرة: 184] {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}[المائدة: 2]{اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}[آل عمران:102].
واعلموا عباد الله:أن الأمل يذهب العقل،ويكذب الوعد،ويحث على الغفلة،ويورث الحسرة،فأكذبوا الأمل فإنه غرور وصاحبه مأزور.
واعملوا في الرغبة والرهبة، فإن نزلت بكم رغبة فاشكروا،واجمعوا معها رغبة، فإن الله قد تأذن للمسلمين بالحسنى ولمن شكر بالزيادة، فإني لم أر مثل الجنة نام طالبها،ولا كالنار نام هاربها.
صفحة ٣