لا يا آنستي، قال الله في القرآن الكريم إن فرعون حين أدركه الغرق والانهزام أمام جيش موسى وقومه قال:
آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ، لكن الله أجابه قائلا، «الآن وقد عصيت قبل وكنت من المعتدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية».
ربما تكون هناك تناقضات في التوراة والإنجيل، وربما دخل عليهما كثير من التحريف، لكن القرآن الكريم هو كلام الله الصحيح الذي لم يحرفه أحد.
سيدنا إبراهيم :
لا يا سيد محمد الكتب الثلاثة تم تحريفها، وهذا طبيعي؛ لأن النقل عن الرواة من البشر لا بد أن يؤدي إلى تغييرات في اللفظ والمعنى. وكان المفروض يا سيدي إذا أردنا الدقة والصدق أن تصل كلمة الله مباشرة من الله إلى الناس، دون أنبياء ودون مفسرين ودون مترجمين؛ مثلا إن فرعون لم يكن يتكلم اللغة العربية، وجاء كلامه في القرآن باللغة العربية، فكيف هذا؟! إن جزءا من المعنى يضيع بالضرورة من خلال الترجمة؛ إذ لا يمكن أن نفصل الحرف عن معناه. وكان المفروض يا سيدي أن تصل كلمة الله إلى الناس مباشرة بلغاتهم المحلية، دون حاجة إلى مترجمين أو مفسرين أو حتى أنبياء؛ أنا مثلا حين كان الله يخاطبني لم أكن أستوعب كل ما يقوله بالحرف الواحد، وكنت أنقل عنه للناس من خلال إدراكي لما قال، وهكذا تتغير كلمة الله دائما حين تصل إلى الناس من خلال البشر، وقد جاءت التوراة باللغة العبرية ثم ترجمت إلى اليونانية في عهد بطليموس فيلادلفوس عام 285 قبل ميلاد السيد عيسى، أرسل بطليموس إلى العازر رئيس الكهنة في طلب نسخة من التوراة ومعها 72 مترجما، ستة من كل سبط، فاستجاب العازر لهذا الطلب وجاء الوفد واصطحب ديمترويس (أحد أعوان بطليموس) إلى جزيرة منعزلة، فأنجزوا العمل في 72 يوما ونالوا هدايا ثمينة من الملك، وقد اعتكف المترجمون كل في غرفة مستقلة، وكانوا يترجمون كلمة تلو الأخرى، أو كانوا اثنين اثنين ومعهما كاتب. هذه الترجمة تمت بناء على طلب الإمبراطور المصري لصالح المكتبة الملكية بالإسكندرية، ولا يخفى عليك يا سيدي أن هناك مصطلحات كثيرة في اللغة العربية لا مثيل لها في اليونانية، كما أن المترجم لا يمكن أن يتخلص من فهمه الخاص للنصوص؛ مثلا أحد المترجمين واسمه سمعان الشيخ أراد أن يترجم قول شعياء النبي: «هو ذا العذراء تحبل» ( 7: 14) إلى «هو ذا الفتاة تحبل»؛ والفرق كبير بين كلمة عذراء وكلمة فتاة. وهناك ألفاظ كثيرة تغيرت وتغير معناها بين النسخة العبرية الأصلية والترجمة السبعينية. والسؤال يا سيدي: لماذا بذل الإمبراطور بطليموس فيلادلفوس كل هذه الأموال والهدايا ليترجم التوراة وينشرها على شعبه؟! هل يعرف أحد ماذا كان يفعل هذا الإمبراطور بمن يخالفه الأمر؟ كان يذبحهم ويحرقهم ويصلبهم، وقد وجد مثله الأعلى في ربنا الأعلى والدليل المادي في كتابه التوراة.
سيدنا رضوان :
ماذا جرى لك يا سيدنا إبراهيم؟ هل كفرت بربنا الأعلى؟
سيدنا إبراهيم :
لا يا سيد رضوان ولكني أريد لربنا أن يكون المثل الأعلى للحق والعدل الرحمة، وأعتقد أن كتبه الثلاثة لم تعد صالحة، ولا بد من كتاب رابع يصحح به الكتب الثلاثة السابقة، وينزل به للناس دون وسيط دون رسول دون مفسر دون مترجم؛ حتى تكون كلمته هي كلمته الأصلية ومعناها واضح مفهوم للناس من مختلف الشعوب واللغات واللهجات. إن جميع الأنبياء وأولهم أنا أيها السادة، وجميع المفسرين والشارحين لكتب الله، قد وقعوا جميعا تحت نفوذ الأباطرة والملوك والحكام الفاسدين من الإمبراطور فيلادلفوس إلى فهد في السعودية، وبنيامين نتانياهو في إسرائيل، وهؤلاء الحكام الذين يذبحون الشعوب في زائير ورواندا، وجنوب أفريقيا، وشمال أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، والأمريكتين، وأستراليا، وهؤلاء الذين استولوا بالأمس على كابول عاصمة أفغانستان، ومنعوا النساء والفتيات من التعليم والعمل تحت اسم الله.
سيدنا محمد :
صفحة غير معروفة