اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه
محقق
رفعت فوزي عبد المطلب
الناشر
دار النوادر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
مكان النشر
دمشق - سوريا
تصانيف
بيده، لا يؤمن أحدكم (١) حتى أكون أَحَبَّ إليه من والده وولده".
١٧ - وعن أنس قال: قال النبي ﷺ "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أَحَبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين".
١٨ - وعنه: عن النبي ﷺ قال: "ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون اللَّه ورسوله أَحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحِبَّ المَرْءَ لا يحبُّه إلا للَّه، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" (٢).
_________
(١) (لا يؤمن أحدكم. . . إلخ)؛ أي: لا يؤمن إيمانًا كاملًا، وقدم الوالد للأكثرية؛ لأن كل أحد له والد من غيرِ عكس، وقد جاءت روايات بتقديم الولد على الوالد، وذلك لمزيد الشفقة.
وقال القرطبي: كل من آمن بالنبي ﷺ إيمانًا صحيحًا لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة الراجحة، غير أنهم متفاوتون، فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى، كمن كان مستغرقًا في الشهوات، محجوبًا في الغفلات في أكثر الأوقات، لكن الكثير منهم إذا ذكر النبي ﷺ اشتاق إلى رؤيته، بحيث يؤثرها على أهله وولده وماله ووالده، ويبذل نفسه في الأمور الخطيرة، ويجد مخبر ذلك من نفسه وجدانًا لا تردد فيه، وقد شوهد من هذا الجنس من يؤثر زيارة قبره ورؤية مواضع آثاره على جميع ما ذكر، لما وقر في قلوبهم من محبته، غير أن ذلك سريع الزوال بتوالي الغفلات.
(٢) (أن يكون اللَّه ورسوله أحب إليه مما سواهما. . . إلخ) قال الإمام النووي: هذا =
_________
= طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به، رقم (١٤).
١٧ - خ (١/ ٢٢)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق عبد العزيز بن صهيب وقتادة، عن أنس به، رقم (١٥).
١٨ - خ (١/ ٢٢)، (٢) كتاب الإيمان، (٩) باب: حلاوة الإيمان، من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس به رقم (١٦)، طرفه في (٢١، ٦٠٤١، ٦٩٤١).
1 / 36