الجزء الخنامس (ذكر الاجماع) وكذلك من غلا فى أب حنيفة ممن اتبعه وقال بقوله لما أخذ عليهم ما يقوله فى كثير من كتبه فى ترك القياس الذي هو أصل مذهبه ، وعليه بناء قوله فى كثير من المسائل ، واخذه بالاستحسان فى كثير من قوله بعد ذلك ، وأنه يقول : القياس فى هذه المسئلة كذا ، ولكنى أدع القياس فيها وآخذ بالاستحان فأقول كذا، ويأت بقول يخالف القول الذي قال أنه القياس عنده . فقيل لهم إن كان القياس حقاكما قال صاحبكم وبنى مذهه عليه نفلاف الحق هو الباطل ، فكيف يدع القياس ويأخذ بخلافه ? وإن كأن الحق فيما استحسنه والقياس خلافه فقد أقر أن القياس باطل . قالوا يعتذرون له ، أن القياس إنما يكون فيما لا يثبت فيه خبر (541) وإنما استحسن آبو حنيفة ما استحسنه بخبر عن الرسول ثبت فيه عنده ، فيقال لهم هذه دعوى منكم وتقول على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول عله السلام «من كذب على متعمدا يتبوأ مقعده من النار ٠. فإن كانت الاخبار فى ذلك كله جاءت عن رسول الله كما زعمتم فأوقفونا عليها ولن تجدوها ، ولو كان ذلك كما زعموا لأخبار ثبتت عنده وهوكما تزعمون أنما يقيس ما لم يثبت فيه خبر، فن أين وجب عنده أن يقيس ذلك ويذكر أن القياس فيه كذا ولكنه خلافه ! فاذاكان ذلك لخبركما زعموا رواه فلا معنى لذكر القياس فيه إلا أن يكون أراد الدلالة على فساد القياس لأنه يخالف السنة . ولم
صفحة ٩٨