لتو تصطف عيه اخن ارارفهلففى القراعاراصرلتة في افتلف لفقهاو جق قدم لينيل شهادةالدكتوراه قدلعة الرلدالة
صفحة ١
============================================================
اااا ابدلت
صفحة ٢
============================================================
ارابدفتماف فى القراءالاصرلنة في افتلو لفقها
صفحة ٣
============================================================
يع الجقوق بجفوظت الطبعتالاولى 91392 - 1972م الطعالابشت مزيدة ومنقح 1402 - 1982م الوهو مقصمه البحالة ببررت - شارع سوربا- بناية صمدي وسالان 2. بيوشران سه اف24112319044 ص.ب
صفحة ٤
============================================================
م مم ان الحمد لله نحمده ، ونستعينه ونسرشده ، ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونشي عليه الخير كله ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسينآت أعمالنا ، ونسأله السداد في الأمر ، وإعظام المثوبة والأجر.
صلي ونسلم على سيدنا ونبينا محمد الأمين ، المبعوث رحمة للعالمين ، القائل من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، الذي أدى الأمانة ونصح الأمة ، وبين لناس ما نزل إليهم من ربهم وعلى آله الأطهار ، وأصحابه الأبرار وبعد .
فمنذ نعومة أظفاري كنت أطلب العلم ، وكنت أسمع في مجالسه المسألة عرض فيقال فيها : أبو حنيفة رأيه فيها كذا، والشافعي مذهبه فيها كذا ، ومالك افى بها بكذا ، وأحمد قال فيهاكيت وكيت .
وكنت أسائل نفسي آنذاك : أليس كتاب الله الذي هوخاتمة كتبه واحدا ؟
او ليس الرسول الذي هو خاتم الأنبياء والمرسلين واحدأه وهو الرسول محمد الذي أاسل للناس كافة بشيرا ونذيرا ؟ فلم هذا الاختلاف ؟ وما هي عوامله وأسبابه؟
وما هي بواعثه ومنطلقاته؟
وكنت أردد في أعماقي : إن هذا يجب ألا يكون في الأمة الإسلامية التي
صفحة ٥
============================================================
أكرمها الله جل جلاله بأن جعلها خير أمة أخرجت للناس "كنتم خير أمة أخرجت لناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "(1) وجعلها أمة واحدة تآخية متعاونة " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون (2)" وأمرها أن يكون ملاذها ومعتصمها كتابه المجيد الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" . (3) وكان يقوي في نفسي هذا المعنى ماكنت أقرؤه وأسمعه من صيحات تتعالى من هنا ومن هناك ، تنادي بتوحيد المذاهب ، وأطر الأمة كلها على خطة واحدة ، لا مجال فيها لهذا التلون والاختلاف ، بل وهذا التناقض في بعض الأحيان . ولكم كنت أصيخ بسمعي إلى هذه الأصوات المتعالية متلهفا ومتحرقا إلى بزوغ شمس يوم لا نسمع فيه إنسانا يتمذهب بشافعية ولا حنفية ولا غير ذلك .
لكم عقدت العزم أنا وأتراب لي أن نعمل على إخراس هذه الأصوات التي نادي بالمذهبية أيا كان نوعها معتدلة أو متطرفة ، كلما وجدنا إلى ذلك سبيلا .
استمر بي هذا الحال إلى أن كان لي شرف الانتساب إلى كلية الشريعة في الجامعة الأزهرية ، ودرست فيها - فيما درست - مادة التفسير ، وكانت تشيرإلى منازع الفقهاء على اختلافهم- في أخذهم الفقه من كتاب الله عز وجل الذي أزله بيانا للناس وهدى ورحمة .
ودرست أيضا أحاديث الأحكام في كتاب " سبل السلام " للصنعاني ، وفي كتاب نيل الأوطار للشوكاني ، ذلك الكتاب الذي كانت إدارة الأزهر آنذاك وزعه بالمجان على الطلاب في الكلية ، ليكون معوانا لسبل السلام في دائرة أوسع ومجال آرحب: (1) آل عران : 110 (2) الأنبياء: 92 (3) آل عران : 103
صفحة ٦
============================================================
وكانت هذه الكتب تعرض وجهات نظر العلماء عند استنباطهم الأحكام من سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي جاءت مبينة لما أجعمل في كتاب الله عز وجل : درست أيضا الفقه المقارن . وفيه عرض جيد ومتع لوجهات نظر الأثمة عندما يقفون أمام النصوص في كتاب وسنة ، ليستنبطوا منها أحكام الله وهم يبذلوا أقصى جهدهم في التعرف إلى الحقيقة ، تاركين هوى أنفسهم ، غير عابثين إلا بما يرضي الله ورسوله . فيصدرون عنها بأحكام مختلفة ، كل على حسب خطته الي استوحاها من الشريعة نفسها .
وما إن اطلعت على ذلك حتى شعرت بأن غلوائي أخذت تخف شيئا فشيئا أان حقدي على المذهبية طفق يتلاشى رويدا رويدا .
علمت - فبما علمت - أن الأمر جد ، وأنه لا يكفي أن يرفع الانسان قيرتهصانحا : حسبناكتاب الله ، ما لم يحدد الطريق التي يتوصل بها إلى فهم ذلك الكتاب ، ويرسم الخطة المحكمة لاستنباط الأحكام منه : لا يكفي أيضا أن يقول : إذا صح الحديث فهو مذهبي ، بل لا بد من بذل جهد جاهد ، وإحاطة بالسنة ، ومعرفة طرائق الاستنباط ، فيكون كل ذلك منارا يضيء له الطريق ، حتى يهتدي إلى نور الله ، ويأمن الضياع عن الحق أدركت حينذاك فضل هؤلاء الأئمة الأعلام الذين أحيوا ليلهم وأظمؤوا نهارهم في سبيل معرفة الحقيقة مرضاة لله ، فكانوا مفخزة الأمة الاسلامية، ولآلى ي تاج حضارتها وتفوقها ورقيها في عالم التشريع والقانون .
أدركت أيضا أن الانسان الذي يغض من شأنهم ويستطيل على مكانتهم ان هو إلا رجل غرة جاهل متعالم ، كالهريحكي انتفاخا صولة الأسد .
غير أنه يجب المبادرة إلى القول : إنه ليس كل اختلاف يحمد ، بل إن هناك اختلافا يذم أصحابه ، وهوما كان راجعا ألى أصل من أصول الدين نتيجة لتحريف كلمات الله عن مواضعها ، وتأويلها لتطابق أهواء أملاها الشيطان عليهم ، ووسوس
صفحة ٧
============================================================
هم بها في آدمغتهم ، إن هذا النوع من الخلاف هوالذي يقضي على وحدة الأمة ماسكها ، ويكون بمثابة معول هذام يهدم في أسسها ، ليقوض بناءها الشامخ وصرحها المتين ، وهو هو الذي يجدر أن تحاربه الأمة الاسلامية ، وأن تقف صفا واحدا للقضاء عليه ، مهما كلفها هذا الأمر من ضحايا ، إذ في تفشيه القضاء عليها القضاء المبرم ، ودق مسمار في نعشها يحملها إلى مثواها الأخير.
وأما الخلاف في الفروع بعد الاتفاق على الأصل ، فما هو إلا اختلاف في الطريق الموصل إلى الحقيقة ، لا في الحقيقة نفسها ، وقد يكون في هذا الخلاف توسعة على السائربن ورفق بهم ورحمة ، وجدير به أن لا يمت إلى الانشقاق لا من قريب ولا من بعيد . وهذا هو شأن المذاهب الفقهية .
و لئن رأينا في بعض البلدان وفي بعض العصور أن المذهبية كانت عاملا من عوامل التفرق بين المسلمين ، فلنعتقد أن هذا راجع الى سوء هؤلاء وحهلهم بالحقيقة ، لا إلى وجود المذاهب نفسها ، وما شأن هؤلاء إلا كشأن إنسان وجد في السوق سكينا تباع لتكون مرتفقا للناس ، فاشتراها فقتل بها نفسه ، وكثيرا ما يستعمل الانسان في الشر ماكان موضوعا في أصله لاستعماله في الخير: كلما أنبت الزمان قناة ركتب المرء في القناة سنانا هذا ومن الانصاف أن نقول : إن بعض المسائل الفقهية المختلف فيها قد بات من الممكن القضاء على الخلاف فيها ، وجمع كلمة الناس على حكم واحدلها ، و ذلك فيما إذا كان الحكم من بعض الفقهاء مبنيا على قياس فاسد أو تأويل بعيد :
او عدم اطلاع على الحديث ، أو عدم صحته عنده فأمثال هذه المسائل المنبثقة عن هذه الأمور وأشباهها يجب الرجوع فيها إلى الصواب ، وألا تدفعنا مذهبيتتا الى السير وراء المذهبية واطتراح الدليل ، أو تأويله تأويلاء بعيدا لا يتفق مع الحقيقة ، فهذه هي المذهبية التي يبغضها الله ورسوله .
لكم كانت كلمة الإمام الكرخي نابية في نظر كثير من الناس عندما قال :
صفحة ٨
============================================================
" الأصل أن كل آية تخالف قول أصحابنا فانها محمولة على النسخ أو على الجيح ووالايلى ان نحمل على التأويل من جهة التوفيق . الأصل أن كل تحر يحب بخلاف قول أصحابنا فانه يحمل على النسخ، أو على أنه معارض بمثله ،ثم صار آلى و ليل آخر ، او ترجيح فيه بما يحتج به أصحابنا من وجوه الترجيح، أو يحمل على التوفيق."(1) ل دا لى بعد تخرجي بزمن غير يسير الانتساب إلى قسم الدراسات العليا ودبلوم أصول الفقه " وكان من جملة موادها الدرسبة مادة " أثر القواعد الأصولية اختلاف الفقهاء" فأعجبت بهذه المادة أيسما إعجاب ، فلقد روت في نفسي تلك النبتة التي نبتت عندماكنت منذ زمن طويل طالبا في كلية الشريعة ، كما إنها أحدثت في نفسي رد فعل ليس بالسهل تجاه أولئك الذين يهاجمون المذاهب تشستزي وراء ما أسموها بالسلفية ، وقد جهلوا أن أرباب المذاهب إن هم إلا سسن النخبة الصالحة من السلف الصالح : و عندما أزف الوقت لاختيار موضوع ، ليكون مرقاة لنيل شهادة الدكتوراه، يت باستشارات لشيوخنا ، لاختيار موضوع مناسب جدير بالبحث والاهتمام والعناية ، وكان فيمن استشرتهم عميد كلية الشريعة آنذاك المرحوم فضيلة الشيخ طه الديناري عليه رحمة الله : اشار علي بأن أجعل موضوع رسالتي أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء: مع أن هذا الموضوع صادف هوي في نفسي ، فقد هبت أول الأمر أن أقتحم فمار هذا الموضوع الواسع المترامي الأطراف ، وأن أخوض فيما لا قبل لي به ، اذ إن هذا البحث يتطلب من الباحث أن يكون أصوليا متعمقا عالما بجوانب الاتفاق (1) أصول الكرخي المطبوع مع تأسيس النظر : (84) (1) عاللا لصاهب تفرة ا لعبا(5 مع الست اكنا موالهل
صفحة ٩
============================================================
الاختلاف في المسائل الأصولية : ثم أن يكون ضليعا في الاطلاع على الفروع في شتى المذاهب الفقهية ، ثم أن يكون ذا قدرة فائقة على ربط الفرع بأصله في كل مذهب ربطا محكما لا خلل فيه ولا اضطراب : ومما زاد في تهيبي لهذا الموضوع أن المؤلفات التي ألفت في بناء الفروع على الأصول لم يصل إلى علمي منها إلا بعض كتب: منها : مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول : للامام أبي عبدالله محمد ابن أحمد التلمساني وهو مالكي المذهب : ومنها : تخريج الفروع على الأصول، لشهابالدين محمود بن أحمد الزنجاني، وهو شافعي المذهب: ومنها : التمهيد في تخريج الفروع على الأصول ، لجمال الدين عبد الرحيم ابن الحسن الأسنوي ، وهو شافعي المذهب أيضا .
ومنها : القواعد والفوائد الأصولية ، لابن اللحام البعلي وهو حنبلي المذهب م صممت بعد طلب العون من الله العلي القدير على خوض غمار هذا البحث مع قلة الزاد ، وبعد المقصد ووعورة الطريق ، واختفاء كثير من معالمه ومناراته ت وسجلت هذا البحث ، وشرعت من ذلك الحين في وضع طريقته ومخططه والكتابة فيه ، سائلا المولى جل وعلا أن يمدني بروح من عناه ويهديني سواء السبيل هو حسي ونعم الوكيل : طريقة البحث : لقد وضعت نصب عيي منهجا للبحث أوجز أركانه فيما يلي : الا : الرجوع إلى المصادر الأصلية في المسائل الأصولية : كالاحكام للآمدي والمستصفى للغزالي، وكشف الأسرار على أصول البزدوي، وشرح مختصر ابان الحاجبللعضد مع حواشيه، وأصول السرخسي، وشروح المنار: وروضة الناظر لابن قدامة ، وفي طليعتها رسالة الإمام الشافعي رحمه الله .
صفحة ١٠
============================================================
ثانيا : استخراج القواعد الأصولية المختلف فيها ، مع نسبة كل قول لصاحبه ، و من الجدير بالذكر أنني لم أعتمد في نقل مذهب أصولي لإمام كتب مذهب لإمام آخر ، بل رجعت في تحرير مذهب كل إمام إلى كتب مذهبه ، ما وجدت إلى ذلك سبيلا ، فلقد رأيت أن بعض كتب أصول تنسب بعض الأقوال لبعض الأثمة ، ولكن عند الرجوع إلى كتب مذهبه نجدها خلوا من هذا القول ، أو أنه قول له ضعيف آو متروك ، أو أن المنقول عنه خلافه : ثالثا : استخلاص القواعدالأصولية المتعلقة باستنباط الأحكام الفقهية، فقد لوحظ انبعض القواعد التي تذكر في علم الأصول لا علاقة لها باستنباط الفروع الفقهية . كمسألة التحسين والتقبيح هل هما شرعيان أو عقليان ، مسألة لا تكليف إلا بفعل ، وما أشبه ذلك -والأصل في قواعد أصول افقه أن تكون طرقا لاستنباط الأحكام الفرعية من الأدلة التفصيلية - والفقه هو العلم بالأحكام الفرعية العملية ، وإنما ذكرت هذه المسائل كمقدمات له لا أنها ركن من أركانه .
لقد نبه على هذا الامام الشاطبي رحمه الله فقال : "كل مسألة رسومة في أصول الفقه لا ينبني عليها فروع فقهية أو آداب شرعية ، او لا تكون عونا في ذلك فوضعها في أصول الفقه عارية ، والذي يوضح ذلك أن هذا العلم لم يختص باضافته إلى الفقه إلا لكونه مفيدأ له ، و محققا للاجتهاد فيه ، فإذا لم يفد ذلك فليس بأصل له ، ولا يلزم أن يكون كل ما انبنى عليه فرع فقهي من جملة أصول الفقه ، وإلا لأدى ذلك إلى آن يكون سائر العلوم من أصول الفقه ، كعلم النحو واللغة و الاشتقاق والتصريف والمعاني والبيان والعدد والمساحة والحديث، وغير ذلك من العلوم الي يتوقف عليها تحقيق الفقه ، وينبني عليها من مسائله ، ليس كذلك ، فليس كل ما يفتقراليه الفقه يعد من أصوله ، وإنما اللازم ان كل أصل يضاف إلى الفقه لا ينبنى عليه فقه فليس بأصل ، وعلى
صفحة ١١
============================================================
هذا يخرج عن أصول الفقه كثير من المسائل التي تكلم عليها المتأخرون، أدخلوها فيه ، كمسألة ابتداء الوضع ، ومسألة الإباحة هل هي تكليف أام لا ، ومسألة أمر المعدوم ، ومسألة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم تعبدا بشرع أم لا ، ومسألة لا تكليف إلا بفعل ، كما إنه لا ينبغي أن يعد منها ما ليس منها ، مما تم البحث فيه في علمه ، وإن انبنى عليه الفقه ، كفصول كثيرة من النحو ، نحو معاني الحروف ، وتقاسيم الاسم والفعل والحرف ، والكلام على الحقيقة والمجاز، وعلى المشترك والمترادف والمشتق وشبه ذلك " (1) ابعا : تحرير موضع الخلاف في المسائل التي تحتاج إلى تحرير خامسا : طرح المسائل التي يؤول الخلاف فيها إلى أن يكون خلافا لفظيا كالاستحسان.
ساداسا : الرجوع إلى كتب الفروع لاستخراج المسائل التي تفرعت عن تلك الأصول ، ولقد اجتهدت أن لا أنقل مسألة إلامن كتب أصحابها ما وجدت إلى ذلك سبيلا ، فلقد رأيت أن بعض كتب الفروع تنسب اقوالا لإمام غير إمامهم ، فإذا رجعنا إلى كتب المذهب لذلك الامام لم جد هذا القول ، أو نجده قولا متروكا أو مرجوحا، ولهذا لم أعتمد على كتب الخلاف كنيل الأوطار وسبل السلام وغيرهما في استخراج لسائل ونسبتها إلى أربابها إلا قليلا .
لقد اعتمات في كل مذهب الكتب المعتمدة عنده : كشرح الهداية وحواشيها في الفقه الحنفي ، وكشرح الزيلعي على الكنز، وكالبحر الراثق شرح كنز الدقائق لابن نجيم ، في الفقه الحنفي أيضا، وكشروح المنهاج والآم في الفقه الشافعي وكحاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير ، وبداية المجثهد لابن رشد: (1) الموافقات : (42/1-44) المقدمة الرابعة
صفحة ١٢
============================================================
وكحاشية الصاوي على الشرح الصغير للدردير ، في الفقه المالكي ، وكالمغني شرح متصر الخرقي لابن قدامة في الفقه الحنبلي : هذا ولقد حصرت الخلاف في إطار المذاهب الأربعة في معظم المسائل ، اذ ان هذه المذاهب هي المنتشرة في معظم الأقطار الاسلامية أصولا وفروعا، وهي المذاهب الي تتول تدريسها معظم الكليات الشرعية أصالة ، ولا تتولى تدريس غيرها من المذاهب كالجعفرية والزيدية إلا بمقدار.
وهي المذاهب الي لا يرى المسلم حرجا في تقليد مذهب منها، ويقلدها من غير آن ينظر إليه من حوله نظرة شزراء، ومن غير أن يتخطى عتبة فئته إلى فئة أخرى في نظر الناس .
لقد كنت أود أن تكون كتب المذهب الجعفري والمذهب الزيدي منتشرة في اقطارنا ومكتباتنا ودراساتنا انتشار غيرها من كتب الأئمة الأربعة ، إذا لحظيت ي بعظيم الاهتمام ، ولكان لها بمذاهب الأئمة الأربعة مواكبة على قدم المساواة .
هذا ولم أعن عند عرض المذاهب في القاعدة الأصولية ، لم أعن بترجيح احدها على المذاهب الأخرى والبرهنة على صحة أو فساد هذا القول أو ذاك ، بل اكتفيت بسرد وجهة نظره من خلال أبرز الأدلة التي يسوقها : لأني أرى أن في ذلك خروجأ عن الغاية الي وضعت هذه الرسالة من أجلها .
غني عن القول أن هذه الرسالة ليس غرضها أن تحصي كل قاعدة أصولية جرى فيها خلاف بين الأثمة ، أو تحصي كل مسألة انبثقت عن الخلاف في هذه القواعد . فذلك مما لاتتناوله قدرة أمثالي وطاقتهم ، إذ كل قاعدة من قواعد أصول إذا أراد الباحث أن يحصي الفروع التي كانت ثمرة لهذه القاعدة في مختلف المذاهب، استحقت آن تفرد برسالة مستقلة : ولكن حسب الباحث في هذا المضمار أن يثبت أن هناك اختلافا في القواعد الأصولية عند الأئمة ، انبثق عنه اختلاف في الفروع الفقهية عندهم ، وذلك يكون
صفحة ١٣
============================================================
بعرض أمهات القواعد الأصولية المختلف فيها، وبيان شهيرات المسائل التي تفرعت عن الخلاف في هذه القواعد ، وهذا ما حاولته في هذه الرسالة ، وأرجوأن أكون قد وفقت في ذلك.
جطة البحث : لقد جعلت الرسالة محتوية على بحث تمهيدي وستة أبواب وخاتمة .
البحث التمهيدي : بحثت فيه نشوء الخلاف في المسائل الفقهية ، وأهم أسبابه .
الباب الأول : بحنت فيه أهم القواعد الأصولية الي تتعلق بطرق دلالة الفاظ على الأحكام ، والقواعد المختلف فيها ، وما انبثق عن هذا الخلاف من اختلاف في الفروع: بجثت فيه أهم القواعد المتعلقة بالألفاظ من حيث الشمول الباب الثاني والقواعد المختلف فيها ، وما ترتب على ذلك من اختلاف في ولمهم الفروع بحثت فيه أهم القواعد المتعلقة بالأمر والنهي ، وما اختلف الباب الثالث وأثر هذا الاختلاف في الفروع فيه منها ، و أهم القواعد المختلف فيها مما يتعلق بالكتاب وحده أو الباب الرابع ، وأثر هذا الاختلاف في الفروع السنة وحدها الباب الخامس : الاجماع والقياس وأهم القواعد المختلف فيهما وأثر هذا الاختلاف في الفروع: الاب السادس : أهم الأدلة المختلف فيها ، وأثر ذلك في الفروع :
صفحة ١٤
============================================================
الخاتمة : وهي دراسة باب من أبوابالفقه على نحو تطبيقي، وآثرت أن يكون باب النكاح .
هذا ولا أعتقد أن لأحد حاجة لأن يقام له برهان على قيمة هذا الموضوع بحد ذاته ، سواء أكنت وفيته القول أم لم أوفه ، فغي هذا الموضوع وصل لما انقطع من الصلة بين الأصول وفروعها ، وإحياء لعلم الأصول الذي بات يدرس في كثير من الأقطار الاسلامية كنظريات جامدة ليس لها أي مدلول واقعي : وفي هذا الموضوع إبراز لمنهج الأقدمين ، وبيان أنهم لا يخبطون في دين الله خبط : عشواء ، بل كانوا يحكمون الخطة ويحددون المنهج ثم يخطون إلى أهدافهم يخطى ثابتة وعقل واع، فإذا بهم يدركون الغاية من وجهها الصحيح : فيه إشادة بعبقرية تلك العقول المبدعة التي عرفت كيف تضع المنهج الصحيح لادراك غاية صحيحة: فيه إعلام بالثروة الفكرية الي تركها لنا أسلافنا الأقدمون ، كي ننميها ونزيدها غنى واستغناء و فيه بيان أن شريعة الله خالدة وأن بامكانها - وبإمكانها وحدها- أن تعالج م شكلات البشرية - على تنوعها - على ضوء نور الله وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم : هذا ولابد في ختام هذه المقدمة من أن أسوق شكري وتقديري واعجابي فضيلة أستاذنا الكبير الشيخ مصطفى عبد الخالق إذ قبل أن يكون مشرفا على هذه الرسالة ، وإذ وجهي ما وسعه التوجيه لأن يسير هذا الموضوع في طريق لايرى فيها اعوجاج ولا انحراف
صفحة ١٥
============================================================
كما أشكر الذين لهم فضل تعليمي وإرشادي وتوجيهي سواء أكان ذلك في حقل هذه الرسالة أم في غيرها . ولا سيما فضيلة شيخي واستاذي ومربي فضيله الشيخ حسن جنكه الميداني : الله سبحانه أسأل أن يوفقي لما يحبه ويرضاه، وأن يسدد خطاي وأن يؤيلني بروح من عنده هو حسبي ونعم الوكيل : الاهرة في 13 من ربيع الثاني 1389ه.
الوافق 28 حزيران (يونيو) 1969م
صفحة ١٦
============================================================
14 الال سمير و يشتملعلى: - التشيغ ومصادموفي عضرالرسول صلى اللهعليثهوسلم ب-نشوةالخلاففيالفروع واهم أستباب أر الاختلاف2 1
صفحة ١٧
============================================================
صفحة ١٨
============================================================
- التشيع وتمصادمن فى عضرالرسول صلى الله علثه وسلم 1- الوحي المتمثل بالكتاب والسنة هو مصدر التشريع : كان المسلمون الذين آمنوا بالله واستجابوا له ، وصد قوا برسوله وانضووا تحت لواء دعوته ، كان هؤلاء يتخذون من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة صالحة هم ، ومرجعا في كل أمورهم ، ومرشدا لهم في كل ما يعن لهم من شأن ، كانوا يترسمون خطواته ، ويتبعون إرشاداته ، ويأخذون عنه أحكام الله وآياته : كان هؤلاء إن نزلت بهم نازلة ، أوعرضت لهم مشكلة هرعوا إلى رسول الله ييينون منه حكم الله في ذلك ، تحقيقا لقوله تعالى : " فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول" (1) و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتيهم ويشرع لهم ويبين ، بآية أو آيات ينزل عليه بها الوحي، أو بسنة من قول يلقيه إليهم ، أو عمل بعمله أمامهم ، او يقرهم على ما عملوا إن كان صوابا .
وأيآكان طريق البيان فلا يخرج عن الوحي من الله سبحانه ، إذ إن الوحي تارة (1) النساء:/59
صفحة ١٩
============================================================
يكون قرآنا - وهو الوحي المتلو - وتارة يكون سنة قولية أو عملية - وهو الوحي غير المتلو - وقد قال الله تعالى : " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" (1) قال الله تعالى : " وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان (2) .
فضل الله عليك عظيما"1 قال الامام الشافعي رحمه الله في رسالته : " فذكر الله الكتاب وهو القرآن، ذكر الحكمة : فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة سنة رسول الله، وهذا يشبه ما قال والله أعلم. لأن القرآن ذكر وأتبعته الحكمة، وذكر الله منه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة - أي : في قوله تعالى : " لقد من الله على المأمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (3)"- فلم يجز - والله أعلم- ان يقال الحكمة ههنا إلا سنة رسول الله ."(4) قال ابن تيمية في رسالته معارج الوصول " والرسول أنزل الله عليه الكتاب الحكمة كما ذكر ذلك في غير موضع ، وقد علم أمته الكتاب والحكمة كما قال : الا ويعلمهم الكتاب والحكمة " وكان يذكر في بيته الكتاب والحكمة، وأمر أزواج بيه بذكر ذلك فقال : " واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة (5)" ايات الله هي القرآن ؛ إذ كان نفس القرآن يدل على أنه منزل من الله فهو علامة ودلالة على منزله ، والحكمة قال غير واحد من السلف : هي السنة" .1.
فما إن يتعرف هؤلاء الصحابة إلى حكم الله حتى يبادروا إلى الانصياع إلى امر الله عن رضى من غير تردد، تحقيقا لقوله : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى (1) النجم:43 (2) النساء : 113 (3) آل عمران :164 (4) الرسالة ص 78 (5) الأحزاب (34) () جموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية ج 175/19
صفحة ٢٠