قال هلال بن المحسن ابن أخته وفي ليلة يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يعني سنة خمس وستين وثلاثمائة توفي أبو الحسن ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة الصابي صاحب التاريخ. ثابت بن إبراهيم بن زهرون الحراني الصابي كنيته أبو الحسن وهم عم أبي إسحاق بن إبراهيم بن هلال الصابي الكاتب كان ببغداد طبيبا حاذقا مصيبا وكان ضنينا بما يحسنه من ذلك وله مصنفات منها.. إصلاح مقالات من كتاب يوحنا بن سرافيون. كتاب جوابات مسائل سئل عنها وذكر أبو الحسن هلال بن المحسن أن ابن بقية الوزير هجمت عليه علة في وزارته لعز الدولة باختيار بن معز الدولة أحمد بن بويه أشرف منها على الموت وكانت العلة دموية حارة فقصد في اليوم الثاني منها فما أمسي إلا ذاهب العقل بقي بخور خوار الثور لا يسيغ طعام ولا شرابا ولا يسمع خطابا ولا يحير جوابا وظهر من فمه رغوة واختلج وجهه وعلا نفسه وثاله الفواق الشديد واجتمعت فيه أعراض الموت وغلبت على الطمع فيه وركب عز الدولة إليه ليعوده فلما شاهده على تلك الحال رق له وحر أبو الحسن ثابت بن إبراهيم الصابي الحراني هذا وجميع الأطباء الذين كانوا ببغداد وخاضوا في الليل وتناظروا على علته وكانوا إلى اليأس منه أقرب منهم إلى الرجاء له وأشار أبو الحسن هذا بقصده ثانيا فلم ير ذلك الأطباء الباقون فقال لهم بحضرة عز الدولة أترون له تماسكا أو فيه طمعا إن لم يقصد قالوا لا قال فإذا كنتم مجتمعين على اليأس منه فتجربة الذي أراه من التوقف عنه فأمر عز الدولة بفصده ففصده فما شد عرقه حتى هدأت أطرافه فظهر سكونه وتزايد إصلاحه إلى أن أفاق وهو ساكت ومضي يومان وبعد الربع تكلم ورجع إلى عادته على تدريج وركب إلى دار عز الدولة على الرسم وقد كان ثابت وعده بيوم ركوبه وكان كذلك وخلع عز الدولة على أبي الحسن ثابت وأعطاه مالا جزيلا وكذلك فصل ابن بقية به.
صفحة ٥١