اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد

ابن القيم الجوزية ت. 751 هجري
83

اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد

محقق

زائد بن أحمد النشيري

الناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

مكان النشر

دار ابن حزم (بيروت)

والصحيح أنه يعود على الله ﷿، والمعنى: مثل نور الله ﷾ في قلب عبده. وأعظم عباده نصيبًا من هذا النور رسوله ﷺ، فهذا مع ما تضمنه عود الضمير إلى (^١) المذكور، وهو وجه الكلام يتضمن التقادير الثلاثة، وهو أتم معنى ولفظًا. وهذا (^٢) النور يضاف إلى الله تعالى: إذ هو مُعطيه لعبده وواهبه إياه، ويضاف إلى العبد: إذ هو محله وقابله، فيضاف إلى الفاعل والقابل، ولهذا النور فاعل وقابل ومحل وحامل ومادة، وقد تضمنت الآية ذكر هذه الأمور كلها على وجه التفصيل. فالفاعل: هو الله تعالى، مفيض الأنوار، الهادي لنوره من يشاء. والقابل: العبد المؤمن، والمحل: قلبه، والحامل: همته وعزيمته وإرادته، والمادة: قوله وعمله. وهذا التشبيه العجيب الذي تضمنته الآية فيه من الأسرار والمعاني وإظهار تمام نعمته على عبده المؤمن بما أناله من نوره ما تقر به عيون أهله وتبتهج به قلوبهم. وفي هذا التشبيه لأهل المعاني طريقتان (^٣): إحداهما: طريقة التشبيه المركب، وهي أقرب مأخذًا وأسلم من

(^١) سقط من (ظ، مط). (^٢) في (أ، ع): "وهو" خطأ. (^٣) في (ظ): "طريقان".

1 / 24