فإن الله سبحانه يُحمي عليه ذلك التراب والحجارة التي عليه وتحته حتى يكون أعظم حرًا من جمر الدنيا، ولو مسّها أهل الدنيا لم يحسّوا بذلك.
بل أعجب من هذا أن الرجلين يُدفنان أحدهما إلى جنب الآخر وهذا في حفرة من حفر النار لا يصل حرها إلى جاره وذلك في روضة من رياض الجنة لا يصل رَوْحها ونعيمها إلى جاره.
وقدرة الرب أوسع وأعجب من ذلك وقد أرانا الله من آيات قدرته في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك بكثير ولكن النفوس مولَعة بالتكذيب بما لم تحط به علمًا إلا من وفقه الله وعَصَمه.
فرؤية عذاب القبر ونعيمه كرؤية الملائكة والجن تقع أحيانًا لمن شاء الله أن يريه ذلك.
والله ﷾ يُحدث في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك. فهذا جبريل كان ينزل على النبي ﷺ ويتمثل له رجلًا فيكلمه بكلام يسمعه، ومَنْ إلى جانب النبي ﷺ لا يراه ولا يسمعه، وكذلك غيره من الأنبياء.
وأحيانًا يأتيه الوحي في مثل صلصلة الجرس ولا يسمعه غيره من الحاضرين.