فوجئ الرجلان قليلا بالتعارف. فبياتريس على الرغم من أن ملابسها كانت بسيطة، كان من يراها يشعر دائما بأنها تنتمي إلى عالم مختلف.
قال السيد داولينج مصرحا: «أخوك، يا آنسة تافرنيك العزيزة عبقري في اكتشاف هذه المواقع الرائعة. هذا الموقع أنا أعتبره بصراحة اكتشاف حياتنا.» وتابع وهو يلتفت نحو السيد بيلتون: «لدينا الآن معلومات مؤكدة أن السيارات ستسير إلى أي نقطة نرغب فيها في هذه المنطقة، كما أن سكك حديد العاصمة رتبت أيضا لتمديد خطوطها.» وواصل السيد داولينج ممسكا بجانبي معطفه ومتفاخرا: «أنوي أن أقدم غدا عرضا لشراء كل هذا الموقع. سيتطلب مبلغا كبيرا جدا من المال بالفعل، لكنني مقتنع بأنها مغامرة مجزية.»
ظل تافرنيك صامتا وعابسا. لم يكن هذا بأي حال من الأحوال الوقت أو المكان الذي كان سيختاره للتوضيح لصاحب العمل. ومع ذلك، كانت هناك علامات على أن هذا الشيء كان سيفرض عليه.
واصل السيد داولينج: «أنا سعيد جدا بلقائك هنا يا تافرنيك، سعيد لأسباب شخصية ولأن ذلك يظهر، إذا جاز لي أن أقول ذلك، الاهتمام الذي توليه لعمل الشركة، لدرجة أن تخصص عطلتك للمجيء هنا وفحص المكان إذا جاز التعبير. ربما الآن بما أنك هنا ستتمكن من أن تشرح للسيد بيلتون أفضل مني ما ننوي على فعله.»
تردد تافرنيك للحظة. وأخيرا، شرع في شرح مخطط بناء مفصل للغاية ومدروس بعناية، استمع إليه كلا الرجلين باهتمام كبير. ومع ذلك، عندما انتهى استدار إلى السيد داولينج، وواجهه بشكل مباشر.
واختتم قائلا: «لعلك تتفهم يا سيدي، أن مخططا مثل الذي أشرت إليه لا يمكن تنفيذه إلا إذا كانت الملكية بأكملها في يد شخص واحد. يمكنني أن أقول إن المعلومات التي أشرت إليها قبل أيام قليلة كانت صحيحة تماما. جزء كبير من الجانب الجنوبي من التل اشتري بالفعل، بالإضافة إلى بعض قطع أراض أخرى من شأنها أن تتعارض بشكل كبير مع أي مخطط بناء شامل.»
عبس وجه السيد داولينج في الحال؛ ونمت نبرته على مزيج من الغضب والانزعاج.
قال: «مهلا، مهلا، هذا يبدو سيئا للغاية يا سيد تافرنيك، هذا غاية في الإهمال والتجاهل لمصالح الشركة. لماذا لم نراقب الوضع؟ لماذا لم نمنع هذا المشتري الآخر، ها؟ يبدو لي أننا كنا متراخين، متراخين للغاية حقا.»
أخذ تافرنيك دفترا صغيرا من جيبه.
وقال: «سوف تتذكر يا سيدي، أنني تحدثت معك عن هذا الموقع في الحادي عشر من مايو العام الماضي.»
صفحة غير معروفة