قالت ببطء: «نحن، على ما أعتقد، في العمر نفسه تقريبا.»
قال لها: «أنا في الخامسة والعشرين.»
قالت: «أنا في الثانية والعشرين. يبدو من الغريب أن يكون هناك شخصان أفكارهما عن الحياة متباعدة بقدر تباعد القطبين ويجتمعان معا هكذا ولو لحظة. أنا لا أفهم هذا على الإطلاق. هل توقعت أن أخبرك حقا بما رأيته في الغيوم في تلك الليلة؟»
أجاب: «لا، ليس بالضبط. لقد تحدثت فقط عن أول شيء جعلني أهتم بك. وهناك أشياء أخرى. لقد كذبت بشأن السوار وتبعتك إلى خارج النزل واصطحبتك إلى هنا؛ لسبب آخر تماما.»
قالت: «أخبرني به.»
وصرح بجدية: «أنا شخصيا لا أعرفه. أنا حقا وبصدق لا أعرفه. هذا لأنني كنت آمل أن يخطر ببالي أثناء وجودنا معا، بما أنني هنا معك في هذه اللحظة. أنا لا أحب الدوافع التي لا أفهمها.»
ضحكت منه بنوع من الازدراء.
وقالت: «رغم كل شيء، ورغم أنه ربما لم يخطر ببالك بعد، فهو في الغالب السبب البائس نفسه. أنت رجل ولديك السم في مكان ما في دمك. وأنا لست امرأة قبيحة، كما تعلم.»
نظر إليها متفحصا إياها. ربما كانت نحيفة بعض الشيء، لكنها بالتأكيد رشيقة بشكل رائع. حتى وضعية رأسها، والطريقة التي تجلس بها على كرسيها، لها طابعها المتفرد. كانت ملامحها أيضا جميلة، على الرغم من أن فمها كان حادا. ولأول مرة زال شحوب الموت عن خديها بلمسة من اللون الوردي. حتى تافرنيك أدرك أنها تمتلك إمكانيات رائعة. ومع ذلك، فقد هز رأسه.
وأكد بحزم: «أنا لا أتفق معك على الإطلاق. مظهرك لا علاقة له بالأمر. أنا متأكد أن السبب غير ذلك.»
صفحة غير معروفة