الاغتراب في أحكام الكلاب

ابن المبرد ت. 909 هجري
184

الاغتراب في أحكام الكلاب

تصانيف

وتوجه الغلام بالمائة البعير فأتى منزل الجارية، فلقي أباها ليلا، فقال الشيخ: من الرجل؟ قال: أسد بن خزيمة، وهذا مهر ابنتك مائة من الإبل برعاتها، فأدخلها علي الليلة، قال: حتى أستأمرها، قال: هي طالق ثلاثا إن لم تدخلها علي الليلة، فدخل عليها أبوها فأخبرها، قالت: إني لأنكر هذا من فعل شريف، ولكن هيئوني له، فهيئوها.

فلما دنا منها قالت: وراءك حتى أسألك لم تختلج شفتاك؟ قال: من تقبيلي إياك، قالت: ولم تختلج فخذاك؟ قال: من توريكهم إياك، قالت: فممن يختلج جنباك؟ قال: من احتضاني إياك، قالت: يا أهل الفئة قتل العبد ربه، ابطحوه، قال: فلما وقع به العصى ما قام حتى أقر بما فعل.

وساروا نحو القليب فاستخرجوه وقد كاد يموت فأقاموا عليه حتى برئ، وأدخلوا عليه أهله، فلما دخل عليها ودنا منها قالت: مم تختلج شفتاك؟ قال: من شرب المشعشعات، قالت: فممن تختلج فخذاك؟ قال: من ركوب السابقات، قالت: فمم يختلج جنباك؟ قال: من لبس السابغات، قالت: أنت والله أسد بن خزيمة، دونك أهلك.

قرأت على أبي العباس بن هلال فكتب لي عن ابن المحب، عن النابلسي، عن الواسطي، عن الشيخ موفق الدين، وبعضهم ينكره، وأخبرنا أبو عبد الله المعقلي قراءة عليه، أنبأنا ابن المحب، أنبأنا أبي والمزي ح.

صفحة ٢٦٣